و لربك فاصبر
هدى من الآيات في البداية تبين الآيات الكريمة أهم الصفات التي يجب توافرها في كل منذر يتصدى لهداية الناس و تغيير الواقع بالرسالة ، و هي : تكبير الله وحده ، و تطهير الثياب من كل دنس و نجاسة ، و مقاطعة الرجز بكل أشكاله و صوره ، و عدم المنة على الله ، و الصبر و الاستقامة في الطريق الشائك ، فالمنذر الرسالي لا يكون منذرا الا اذا تحلى بهذه الصفات اللازمة ، و كذلك لا يمكنه تحقيق أهدافه ( الهداية و التغيير ) الا بها ( الآيات 1 / 7 ) .
ثم تنذر الكفار بيوم عسير عليهم لا يسر فيه ، يوم الانتقام ، الذي يشفي به الله صدور المؤمنين الذين يتذوقون مرارة الاذى منهم ، و بالتالي يبعث فيهم روح الصبر و الاستقامة ( الآيات 8 / 10 ) .
و من هذا الوعيد العام لكل الكافرين و مرضى القلوب ، يخص الله بوعيدهاقطاب الضلال و ائمة الكفر .. بصيغة الافراد .. و كأنه يهددهم واحدا واحدا بالذات ، لا فرق بين من عاصر النبي منهم و من يأتي بعدهم ، مؤكدا بان ترفهم و ماهم فيه من نعمة ليس دليلا على قربهم منه و سلامة منهجهم ، كلا .. بل هو كيد عظيم ضدهم كما يأتوا في الاخرةمالهم من خلاق و لا نصيب سوى العذاب الاليم ، لانهم جحدوا بالآيات و فكروا و قدروا فما اسوء ما فكروا فيه و قدروا فاصيبت مقاتلهم ، و دفعوا انفسهم في نار سقر لا تبقي و لا تذر ، عليها تسعة عشر من ملائكة الله الغلاظ الشداد ( الآيات 11 / 31 ) .
|