انما انت منذر من يخشاها
هدى من الايات لكي نتقي طغيان النفس ننظر مرة الى تاريخ الغابرين ، و نتساءل : ما الذي ارداهم ؟ اليس طغيان فرعون على موسى اوجب له تلك العاقبة السوئى ؟ و ننظر مرة اخرى الى الخليقة فنرى السماء كيف بناها ربنا المقتدر الحكيم ، و كيف رفع سمكها فسواها ، و كيف الزمها قوانينها من اختلاف الليل و النهار ، و الغطش و الضحى ، ثم ننظر الى الارض كيف سواها ، و اجرى فيها روافد الماء العذب ، و اودعها مواد الزراعة ، و وتد ميدانها بالجبال الراسيات ، لتتهيا لحياة البشر و الانعام ، افليس الله بقادر على ان يعيدنا ؟ بلى . وهو حكيم لميخلق كل هذا سدى ، فلا بد اذا من يوم الحساب ، في ذلك اليوم الرهيب يتذكر الانسان سعيه ، و يرى كل ذي عين الجحيم تلتهب ، و تدعو الطغاة الذين اثروا الحياة الدنيا ، بينما الخائفون مقام ربهم يؤويهم ربهم في الجنة لانهم خالفوا اهواءهم .
و في نهاية السورة يعالج القران الكريم التشكيك في وقت الساعة ، بان وقتها عندالله ، و ان المهم تذكرها ، و ليس معرفة وقتها .
|