وهكذا يحتجب الخلق عن الرب
هدى من الآيات تحقيقا للهدف العام لسورة الانعام الذي هو تنمية روح الايمان بالله في النفوس ، وجعله مصباحا يهدى الانسان في ظلمات الحياة ، تحقيقا لهذا الهدف العظيم جاءت آيات هذا الدرس لتفضح الدافع الأساسي لتكذيب آيات الله ورسالاته ، لعل الانسان يتذكر بنفسه ويحاول تطهيرها من شر هذا الدافع الأساسي الذي هو الاستهزاء بالحق ، والاعراض عن آياته ، وما دام البشر يستخف بالحق ولا يقدره حق قدره فانه لن يستمع الى آيات الحق ، ولن يحاول استيعاب هذه الايات .
و لكي يطهر البشر قلبه من هذا الدافع فعلينا ان نذكره ( كما عليه هو ان يتذكر ) بمصير المستهزئين بالحق ، المعرضين عن آياته كيف انهم دمروا شر تدمير .
و تبين آيات هذا الدرس انه ما دام الاستهزاء موجودا ، اي ما دام البشر غير مهتم بالحق . فانه لاينتفع بأية آية ، بل يحاول ان يتشبث ببعض الحجج الواهية حتى يرد الحق و آياته ، ومتى ما فشلت حجة من حججه ، فانه يسارع الى حجة واهيةاخرى .
فلو جاءته الآيات على شكل كتاب منزل من السماء ، فانه يقول : انها سحر ، ثم يطالب ربه بأن ينزل عليه الملائكة ، ولكن هل هذا ينفعه ؟ كلا ، لان الملك عندما يأتيه مثلا فانما يأتيه بصورة انسان او شبهه ، ولكن مادام يكفر بالرسل . فكيف لايكفر بالملائكة ؟!
ان الحل الوحيد للمعرض عن آيات الحق ، او المستهزئ بها هو ان يتذكر مصير المكذبين بها والمعرضين عنها ، وذلك بالسير في الارض ، لان الحق ينتصر مــن المكذبين والمعرضين .
|