آيات الله بشائر رحمة و نذير عذاب
هدى من الآيات أبسط فكرة تقفز الى ذهنك حين تلقي نظرة الى السموات و الأرض هي أنهما مسيرتان و ليستا مخيرتان ، فأذن هي مملوكة لله ، و لكن الله ذو المشيئة المطلقة ، المالك للسماوات و الارض يعطي عباده من خلال عطاياه و نعمه التي لا تحصى ثقة بأنه لن يقطع الحبل عنهم ، بل كتب على نفسه الرحمة لهم ، فما أفضل الالتجاء اليه ، و التمتع برحمته .
هذه فكرة الآية الاولى من هذا الدرس . الذي يعرفنا بربنا معرفة تجعلنا نكاد نراه بها سبحانه ، و الله هو المالك لكل ما سكن له واطمأن إلى رحمته في مسيرة الليل و النهار رغم تحركهما ، إذ أن رحمة الله تدع الخلق يسيرون وفق نظام يثقون به ، يسكنون إليه رغم تدفق الزمان الهائل القوة ، لأن الكون كله يستند الى القدرة المطلقة التي فطرت السموات و الأرض في البدء ، و التي لاتزال تغذي الوجود دون أن يتغذى بشيء سبحانه ، و في هذا الطوفان الهائل التغيير يسلم العبد لربه ليتخذمنه ركنا شديدا ، ثم لا تكونن - أيها العبد الضعيف من المشركين - لأن الشرك - و هو أعظم درجة - سيجعلك تواجه نهاية مأساوية في يوم أكبرهم كل إنسان فيه هو الخلاص من عذابه [ فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز ] (آل عمران / 185)و تأتي هذه المجموعة التوحيدية من الآيات في سياق دروس إيمانية متتالية . هدفها التعريف الأعمق بآيات الله في الحياة .
|