هل يستوي الأعمى و البصير
هدى من الآيات ان اللـــه سبحانه خلق الحياة و جعل فيها الظلمات و النور ، و العذاب و المغفرة ، و الشقاء و الرفاه ، ثم اعطى البشر مصباح العقل ليهتدي به الى سبيل النور و المغفرة ، و الرفاه ، و في وسع ربنا القدير أن يسلب نعمة العقل ، فيتخبط البشر في سبـــل الحياة ،كما أنه قادر على أن ينزل عليه العذاب جهرة دون أن يملك البشر له ردا .
و لكن الله برحمته الواسعة لم يكتف بنعمة العقل ، بل بعث انبياء مبشرين و منذرين و وعدوه بأنه ان آمن فان مصيبات الحياة لا تصيبه ، و إلا فان عذاب الله سوف يمسه و يشبع أحاسيسه ألما و رعبا .
و عند هذه النقطة تنتهي وظائف الانبياء ، فأنهم لم يأتوا ليتخذوا قرارات بديلا عن الناس ، أو يكرهوا الناس على اتباع الحق ، أو ليوفروا لهم الخير ، كلا . بل انما جاؤوا ليساعدوا الانسان على الرؤية السليمة ، ثم يكون هو المسؤول عن ذاته . و علاقة هذا الدرسبما مضى هو بيان أن : الضراعة الى الله لا تختص بحين نزول المصيبة ، |