فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


وهكذا ينظم التوحيد الحياة الاجتماعية
هدى من الآيات

بعد أن تحدث القرآن عن ادانة منطق الشرك الذي يدعو الى الصراع و التناقض ، فحرم القرآن جانبا من آثار هذا المنطق الباطل ، بعدئذ نهى القرآن عن آثار هذا المنطق في الواقع الاقتصادي للمجتمع ، حيث يسعى كل فريق نحو ابتزاز الآخريــن ، فحرم الله الاعتداء علىأموال الآخرين و بالذات أكل أموال الضعفاء كالأيتام ، و أكل الأموال بطرق ملتوية كالغش و نقص المكيال و الميزان . صحيح أن الفرد حين المعاملة يتدخل ماله بأموال غيره من حيث لا يريد - و هو ليس بحرام - لان الله لا يكلف الانسان إلا بقدر طاقته ، و لكن حرام أنيتعمد ذلك تعمدا ، أو على الاقل يعمل بالتطفيف في الميزان .

و لذلك ايضا أوجب الله الاستقامة على الطريق ، و عدم الانحراف عنه يمينا أو شمالا ، و ذلك بقبول القيادات الباطلة ، أو الخضوع للتيارات المنحرفة ، و هذا هو لب التقوى ، و محتواها الحقيقي الذي لا يصل اليه الانسان إلا باجتهاد عظيم ، و جهادأعظم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس