اتباع الكتاب شرط التوحيد
هدى من الآيات هناك خطان في الحياة . خط الشرك و الضلالة ، و خط التوحيد و الهدى ، و في الدرس السابق بين الله سبحانه جانبا من مفارقات هذين الخطين ، وما فيهما من آثار سلوكية ، و في هذا الدرس يبين فكرة خط الرسالة عموما . فيقول : ان الله سبحانه أنزل الكتاب على موسى لكي يكون نعمة تامة للمحسنين ، و لكي يفصل به شرائع الحياة تفصيلا ، و لكي يهدي الناس الى الحقائق مباشرة ، و لكي يوفر لهم الحياة الآمنة السعيدة ، و أخيرا لكي يربي فيهم التطلع الانساني الارفع الذي يتجاوز الدنيا الى الآخرة .
و كذلك انزل الله مثل ذلك الكتاب عليكم ، فعليكم اتباعه ، و أن تتقوا الله باتباع مناهجه ظاهرا و باطنا حتى تتوفر لكم حياة سعيدة ، و هذا الكتاب فيه زيادة على كتاب موسى ، فهو مبارك .
و انما انزل الله الكتاب أيضا لكي يتم الله حجته عليكم ، فلا تقولوا يوم القيامةتبريرا لكفركم : ان الله أنزل كتابه على اليهود والنصارى دوننا ، و أننا كنا غافلين عما يـــدرسون من الكتاب ، أو تقولوا : اننا سنكون أكثر التزاما بالرسالة لو أنزلت فينا ، فهذه رسالته بينة جاءتكم من ربكم . فيها خصائص الرسالات السماوية السابقة من الهدى والرحمة ، و لكن كم يكون ظلم المخالفين لانفسهم عظيما ، و انحرافهم بعيدا لو تركوه .
|