فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


عاقبة المكذبين و المستكبرين
هدى من الآيات

في الدرس السابق . ذكرنا القرآن بسفاهة الاستكبار ، و في هذا الدرس يبين لنا جزاء الاستكبار ، الذي هو في الواقع متصل بطبيعة الاستكبار .

التكذيب بالآيات ، و الاستكبار عنها معناه الخلود الى الأرض ، و الاعتقال في السجون المادية ، و لذلك لا يعرج المستكبر في سماء التقرب الى الله ، و لا يحلق في أجواء المعرفة و الكمال ، و كأن أبواب السماء مغلقة في وجهه ، أما الجنة في الآخرة فأنها مغلقة دونهم و يستحيل عليهم دخولها ، كما يستحيل ولوج الجمل بضخامته في ثقب المخيط .

إن ذلك جزاء المجرمين بسبب جريمتهم التي ارتكبوها ، أما منزل هؤلاء في جهنم فأرضها من نار ، و سقفها من لهيب و دخان ، وهذا جزاء من يظلم نفسه .

و في الطرف الثاني : المؤمنون الذين يعملون الصالحات حسب طاقاتهم و وسعهميدخلون الجنة و يخلدون فيها . و أبرز نعمة يسبغها الله عليهم هي نعمة الراحة النفسية ، و الصفاء بين بعضهم ، حيث ينزع الله ما في صدورهم من غل و حسد و نفاق ، أما النعمة الثانية فهي : الأنهار التي تجري من تحتهم ، و النعمة الثالثة هي : رضاهم و تحقيق طموحاتهم، و شكرهم لربهم و شكر الله لهم ، حيث يناديهم بأن الجنة إنما هي ميراث اكتسبوه بأعمالهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس