فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


هكذا ينسى الله الذين اتخذوا دينهم لعبا
هدى من الآيات

في جو النداء الصارخ و مع الحوار الساخن يذكرنا السياق القرآني بذات الحقائق التي يذهل عنها الناس و هم يصارعون المشاكل اليومية ، أولئك الناس الذين يعتمدون على العشيرة و الحزب و الزملاء .

و لذلك فهم يستكبرون عن الحقائق و لكن عند الله لا يغني كل ذلك عنهم شيئا ، و قد يستصغر البشر المؤمنين لقلة عددهم و ضعف عدتهم ، و يحلفون بالله أنهم منبوذون عنده ، و لكن الله يدخل هؤلاء الجنة ، و هناك يطفق أولئك المستكبرون المعتمدون على كثرة العدد و العدة بالسؤال من المؤمنين أن يعطوهم الفائض من مائهم ، و الفتات من نعم الله عليهم و لكن هيهات .

إن الكفار الذين حرموا على أنفسهم نعمة الدين ، و اتخذوه أداة للتسليــة ، و استهانوا به ، و انبهروا بعاجل الدنيا . إنهم حرموا على أنفسهم بذلك نعم الآخرةأيضا إن الله ينساهم هناك كما نسوا الآخرة ، و كما انكروا آيات الله الدالة على الحقائق .

و الله لم يقصر في هداية الناس حتى يحتجوا عليه يوم القيامة ، بل جاءهم بكتاب مفصل و مبين في كافة حقول الحياة ، خلفيته العلم و المعرفة ، و هدفه التوجيه و الهداية ، و نهايته السعادة و الرحمة ، بينما الكفار ينتظرون تطبيق آيات الكتاب عمليا حتى يؤمنوا به، و آنئذ لا ينفع الايمان .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس