الانسان بين سنن الطبيعة و بصائر التاريخ
هدى من الآيات لكي نفهم علاقة الربوبية التي تسود بيننا و بين خالقنا ، تلك العلاقة التي تعني ان الله يتابع نعمه علينا ، و يبارك لنا ، و يكمل حياتنا ، لكي نفهم تلك العلاقة و نستفيد منها علميا و عمليا لابد ان نلقي نظرة على الطبيعة ، و نظرة الى التاريخ ، فمن الطبيعةنستوحي التطور المادي الذي يباركه الله ، و في التاريخ نتبصر آثار التكامل الاجتماعي و المعنوي .
لننظر الى المطر ، كيف يرسل الله الرياح مبشرات بالربيع و الرخاء ، و لتحمل السحاب المليئة بالماء و تساق من قبل الله الى بلد ميت ، فاذا بالماء يحيي الأرض و يخرج نبات كل شيء ، و هكذا كما في الربيع عندما يحيي الله الأرض و يبعث فيها الحياة ، كذلك في يومالقيامة يخرج الله الموتى ، و القضية بحاجة الى تذكر و تفهم .
بيد أن انزال المطر لا يعني الحياة ، بل يجب أن تكون الأرض مستعدة لتقبلالنعمة و الاستجابة لها ، فالارض الطيبة تخرج نباتها باذن الله ، أما الارض الخبيثة فان نباتها يخرج نكدا ، كذلك آيات الله التي انزلت على الرسل بحاجة الى أرضية مناسبة لدى الانسان حتى يستفيد منها ، تلك الارضية هي أرضية الشكر و الاستجابة ، وإلا فلا تنفع وهذا أعظم درس نستفيده ، من النظر الى التاريخ ، فلقد أرسل الله نوحا الى قومه ، حيث دعاهم الى عبادة الله ، و حذرهم من عذابه العظيم ، بيد أن قومه إتهموه بالضلالة ، فنفى عن نفسه الضلالة و بين لهم أنه رسول من رب السماوات والأرض ، و أنه جاء لينصحهم لأنه يعرفمن دونهم تعاليم السماء ، و كيفية الاستفادة منها ، ثم بين لهم أنه لا عجب في أن يرحم الله عباده ، لأنه ربهم الذي ينزل عليهم بركاته دائما ، و يزيد لهم التكامل و التطور ، و أن رسالة الله تهدف الاستفادة من الانذار لكل البشر معنويا بالتقوى ، و ماديا بالرحمة .
بيد أن تكذيب الناس لنوح و رسالته سبب غضب الله لهم ، لأنهم كانوا قوما عمين عموا عن الحق و ضلوا فأضلوا .
|