الانسان بين رسالات الرب و الأسماء التافهة
هدى من الآيات تتكرر قصة نوح بين هود رسول الله و قومه عاد ، حيث أمرهم بتقوى الله ، و لكنهم اتهموه بالسفاهة ، و كادوا يكذبونه ، فنفى هود عن نفسه السفاهة ، و قال : إنه رسول من الله الذي ينزل بركاته على العالمين ، و بين أن ذلك لم يكن بعيدا عن سنن الله ، و عن حكمة العقول ، إذ ان الله أنزل بركاته المادية على عاد ، و جعلهم الوارثين للارض بعد قوم نوح و زادهم من نعمه ، فكان عليهم أن يعترفوا بنعم الله و يتذكروا أن الرب الرحيم الذي انعم بها عليها هو الذي أرسل رسالته المباركة بواسطته .
لكن عادا كذبوا هودا و تحدوه و نازلوه و استعجلوا العذاب ، بيد أن هودا كان يرى في تكذيبهم رجسا و غضبا ، لأنهم خضعوا لمجموعة أصنام لا رصيد لها من الواقع ، بل هي حروف بلا معاني و بلا سلطان من الله عليها ، ثم استجاب هود لتحديهم و طلب منهم الانتظار .
و قد أنجاه الله و الذين معه برحمة منه و أنهى مدينة عاد و من بها ممن يكذب بآياتالله لأنهم كفروا بالله .
و هذا مثل آخر لنعم الله التي تتجلى بها صفة الربوبية ، فلو استجاب لها البشر لانتفع بها ، و إلا فانها سوف تتبدل الى نقمة عليهم .
|