فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


هدى من الآيات
بعد الحديث عن تلك المجتمعات التي بادت و هلكت بسبب فسادها ، جاء الحديث يبين لنا عاقبة مجتمع آخر أعرق حضارة و أشد جاهلية و أطول صراعا ، ذلك هو مجتمع فرعون و ملائه ، و يطول الحديث القرآني حول هذا المجتمع هنا وفي سور أخرى ، ربما لأنه أقرب صورة للمجتمعالذي سوف يتكون بالاسلام .

موسى ( عليه السلام ) يبعثه الله بالآيات البينات الى فرعون وملائه من المستكبرين حوله ، و لكنهم يظلمون الآيات ، فاعتبر بعاقبة هؤلاء المفسدين ، تلك العاقبة المشتركة في الجذور و السنن بالرغم من الاختلاف في التفاصيل المشتركة بين قوم موسى و قوم نوح و هود و صالح و لوط و شعيب ، تلك العاقبة التي لو استخلص المرء عبرها لاستطاع أن يتجنبها .

و جاء موسى ( عليه السلام ) الى فرعون ليعرف نفسه بأنه رسول رب العالمين ،و أنه يجب ألا يقول على الله إلا الحق ، و انه جاء ببينة من الله و برسالة هي إنقاذ بني إسرائيل المستضعفين .

و تحدى فرعون موسى ( عليه السلام ) و طالب بالآيات إن كان صادقا ، و استجاب موسى ( عليه السلام ) لتحديه فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ، و نزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين .

و هكذا بدأ الصراع بين فرعون و رسول الله الذي يحدثنا السياق عنه عبـر دروس عديــدة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس