بنو إسرائيل و الردة الجاهلية
هدى من الآيات أفضل ساعات البشر و خير أيامه إيمانا و هدى هي ساعة عسرته ، و يوم بؤسه ، لانه لا يستكبر هنالك على الحقيقة ، و لا يغتر بما لديه من قوة و منعة ، و كذلك أفضل مراحل الأمة هي مراحل الثورة حيث تتعرض للضغوط و تتحدى الصعاب .
و بنو إسرائيل حين تعرضهم للاستضعاف من قبل آل فرعون و قومه استقاموا على الطريقة و صبروا ، و لكن بعد أن أنجاهم الله ، و أورثهم الأرض دفعهم ضعفهم السابق و ذلتهم الى محاولة تقليد الآخرين في عبادة الأصنام و في مظاهر الدنيا ، فحين أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ، طلبوا من موسى ( عليه السلام ) أن يجعل لهم صنما كما لأولئك القوم ، فذكرهم موسى بأنه لا مستقبل لعبدة الأصنام ، و أن عملهم باطل ، و انه كيف يبحث لهم عن إله غير الله وهو فضلهم على العالمين ، بما أنعم عليهم من التوحيد و النصر ، ثم ذكرهم أيامهم السابقة ، حيث كانوا يتعرضون لأنواع العذاب على يد فرعون ، و منها تقتيل أبنائهم ، و إستحياء نسائهم ، و أن ذلككان بلاء عظيما ، و تزكية لنفوسهم ، و حين أنجاهم الله يعودون للكفر .
و يمك0ننا أن نستلهم من هذه القصة كيف أن الأمم تفسد بعد الاصلاح ، و كيف أن التوجيه ينفعها ، و أن السقوط ليس سنة حتمية .
|