تنمية روح الايمان بالله
هدى من الآيات و واعد الله موسى ثلاثين ليلة لميقاته ، و ذهب موسى الى الميقات بعد أن وصى أخاه هارون تلك الوصايا المؤكدة ، التي كان الرسل ( عليهم السلام ) يوصون بها قومهم باتباع سبيل الاصلاح ، و ترك سبل المفسدين ، و جاء موسى لميقات ربه و هو يحمل رجاء قومه بالنظر الى الله ، فلما كشف لربه عن هذا الطلب الغريب النابع عن جهل الناس بالله و بصفاته الحسنى ، أمره ربه بالنظر الى الجبل فان استقر مكانه فقد يكون لكلامه وجه ، و لكن الجبل تدكدك و خر موسى صعقا ، و أغمي عليه من هول المنظر ، و لما أفاق قال سبحانك أنت منزه عن هذا الطلب و أنا اول المؤمنين بك ، و ربما كانت تلك هي البداية الظاهرة للثورة الثقافية التي يقوم به الرسل بعد و قبل السيطرة على السلطة ، حيث أن الله سبحانه أوحى الى موسى ( عليه السلام ) برسالاته ، و أنه كلمه من دون الناس تكليما ، و أن عليه أن يأخذها بقوة، و أن يمتلأ قلبه رضا بها و شكرا ، حتى يدافع عنها بكل قوة .
و كتب الله لموسى في تلك الألواح التي أنزلها ما ينفع الناس من كل شيء ، و في كل حقل ، و ذلك بهدف تزكية الناس ، و بيان تشريع مفصل لهم ، و أمره بالدفاع عن هذه الرسالة ، و أن يبلغها قومه حسب الظروف المختلفة ، ففي كل ظرف يعملون بأحسن ما في الرسالة ، و أكثرها تطبيقا على ذلك الظرف ، و حذره من الفسق و عـدم تطبيق بنود الرسالة ، و قال له سأريكم دار الفاسقين .
|