فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


كيف يضل المتكبر ؟
هدى من الآيات

انها آيات الله الكريمة التي اوحى بها الى موسى ( عليه السلام ) ، إنها كانت وسيلة لاختيار الله موسى ( عليه السلام ) قائدا و إماما لقومه ، بيد أن الله حذر قوم موسى من التهاون في الأخذ بدساتير الله، و حذرهم بأن ذلك سيهدم دار الفاسقين الذين يعصون أوامرالله ، و بين في هاتين الآيتين ان الفسق قد يكون شخصيا فيهدم دار الفاسق ، و قد يكون إجتماعيا فانه سوف يسبب في الهلاك و حبط الأعمال ، و الفسق الاجتماعي يتمثل في هدف المجتمع ككل ، إذا كان هدفا باطلا نابعا من التكبر بغير حق ، و محاولة السيطرة على الآخرين، إذ ان ذلك سوف يسبب في الكفر بالآيات ، و قلب المقاييس الفطرية ، حتى يصبح الرشد غيا عندهم ، و الغي رشدا ، كل ذلك بسبب التكذيب بآيات الله و الغفلة عنها .

هـــذا من الناحية الفطرية ، أما من الناحية العملية فان أعمال هؤلاء تحبط و لا تنفع شيئا ، لأنها تسير في الاتجاه الباطل ، حتى و لو كان العمل صحيحا من الناحيةالجزئية ، إلا أنه بسبب الأعمال الخاطئة و الفاسدة ، فان تلك الاعمال سوف تغطي على حسنات هذا العمل الجزئي ، كما أنه لو كانت مجمل أعمال الفرد أو المجتمع صحيحة فان هفواته الجزئية تغفر له ، لأن الحسنات يذهبن السيئات .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس