فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


كيف انتكس بنو إسرائيل بالتبرير
هدى من الآيات

و أعلن ربنا سبحانه حكمه الحاسم الذي جاء نتيجة ذلك السلوك الفاسد لبني إسرائيل حيث عصوا رسالات ربهم ، و كان ذلك الحكم هو سيطرة الطاغوت عليهم الى يــوم يبعثــون حتى يسومهم سوء العذاب ، ذلك لأن الله سريع العقاب و هو غفور رحيم .

و كان من مآسي بني إسرائيل تشتتهم في البلاد ، كل جماعة منهم سكنوا منطقة ، و كان بينهم الصالحون و غيرهم ، و قد امتحن الله بني إسرائيل بالحسنات لعلهم يشكرون ، و امتحنهم بالسيئات لعلهم يتوبون اليه و يعودون الى شرائعه و مناهجه .

و يبدو أن بني إسرائيل هبطوا بعدئذ الى درك التخلف الثقافي ، حيث انتشرت فيهم الثقافة التبريرية ، فخلف من بعد ذلك الجيل جيل فاسد ثقافيا حيث كانوا يهتمون بمظاهر الدنيا ، و يزعمون بأن الله سيغفر لهم و لكن كيف يغفر الله لهم و هم لم يتوبوا توبة نصوحا ، بدليل أنهم لو وجدوا مثل تلك المظاهر لأخذوا بها أيضا ؟!


إن تلك الأفكــار التبريرية التي كانت تشجع على الفساد بأمل الاستغفار لم تكن أفكارا دينية ، لان ميثاق الكتاب و عهده يقضي بألا ينسبوا الى الدين إلا الحق ، و كان الحق السليم هو الاهتمام بالآخرة و أولويتها على عرض الدنيا .

و في ظلمات تلك العصور كان يشع نور الطليعة الرسالية الذين تمسكوا بقوة بالكتاب ، و أقاموا الصلاة ، و كان همهم هو إصلاح الناس بعد إصلاح أنفسهم ، و الله لا يضيع أجر هؤلاء حيث أنه بنسبة عملهم كان يرفعهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس