فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


ردة العالم و مثل الكلب اللاهث
هدى من الآيات

حين يتخذ الدين اداة لشحذ العزيمة ، و وسيلة لتكامل البشر ، فان ذلك سيكون وفاءا لميثاق الانسان و عهده مع ربه ، و لكن حين يكذب البشر بآيات الله ، و لا يتمسك بها بقوة ، بل ينسلخ منها إذا تعرض لضغوط ما ، فان الشيطان سيلحق به ليملأ قلبه الذي فرغ من آياتالله فيصبح خاويا ، و الله قادر على ان يرفع البشر بآياته ، و لكن بشرط ان ينبعث البشر بذاته عن جاذبية الارض ، و لا يتبع هواه ، أما إذا أخلد الى الأرض ، و ركن اليها ، و اعتمد على العرض الزائل من الدنيــــا ، فمثل هذا الشخص كمثل الكلب في خسته و دناءته ،و ارتباطه بالدنيا و اتباعه لأهلها بأقــل شيء ، و هناك صفة اخرى له هي أنه يلهج بآيات الله التي لم يستفد منها إلا ألفاظا و أسماءا ، فهو حين تجادله في آيات الله يلهث بها ، أو تتركه يلهث بها مراء و نفاقا .

و لقد ضرب الله هذه الامثلة لعل الناس يتفكرون ، و لا يتخذون الدين تقليدا أو اسماء بلا معاني .


ان الذين يكذبون بآيات الله هم المثل السيء الذي يعكس واقعا فاسدا لانهم يظلمون أنفسهم بتكذيبهم آيات الله .

ان الهدى من الله ، لا ما يتخيله البشر بفكره القاصر ، اما الضلالة فهي نتيجة طبيعية لفقدان هداية الله ، و من لم يهده الله فأن أساطير البشر و خيالاته هو لا تعطيه الهداية ، بل تزيده خسارة و ضلالا ..


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس