فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


تبارك الذي بيده الملك
هدى من الآيات

لكي يزرع القران خشية الله في القلوب يذكرنا بايات الله و اسمائه ، لان المعرفة أساس الخشية ، فهي التي تظهر للانسان عظمة ربه و انه اهل التقوى ، و تجعله يراه ببصائر قلبه عبر آياته و افعاله ، فمن خلال سنة الموت و الحياة يتحسس خلقه الاشياء ، و ملكه لهـا، و قهره اياها ، و من خلال النظر في انظمة الكائنات يتجلى له قدرته و حكمته ، و انه ليكل بصره فيعود خاسئا حسيرا دون ان يرى ثغرة في خلق الله و تدبيره ، مما يعزز لديه الايمان به عز وجل كلما كر ببصره و بصيرته في الكائنات . و حيث يسمو البشر بنفســه و عقلهالى آفـاق المعرفة يحضر ذلك الغيب امامه حضورا يبعثه على الخشية .

ثم يذكرنا الله بجهنم التي أعدها للكافرين و كيف انها من شدة حرارتها ذات شهيق ، بل تكاد تتفجر من الغيظ غضبا على أعداء الله ، و ان الوسيلة للخلاص منها هو سماع النذر و الايات و استثارة العقل على اثرهما في الدنيا ، لان تقصير الانسان في ذلك هو اعظم الذنوب التي لا يجد مفرا دون الاعتراف بها في الاخرة ، و كيف لا يعترف و تحوطه شهادة الله النافذة ؟!


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس