فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و لا تطع كل حلاف مهين
هدى من الآيات

بالادلـــة الدامغة يفند السياق تهمة المكذبين ، ثم يحذر النبي - صلى الله عليه وآله - و من خلاله كل قائد مؤمن من التأثر بقوى الضغط ، سواء الظاهرة منها التي تكذبه جهرا او المنافقة التي لا يهمها سوى مصلحتها الشخصية .

ثم يفضح القرآن فئة المنافقين ببيان صفاتهم السيئة ، كالمبالغة في الحلف ، و المشي بالنميمة ، و منع الخير عن الآخرين ، وإذ يولي الوحي هذا الاهتمام بفضحها بالتركيز على بيان صفاتهم تفصيليا فلأنها الأبلغ أثرا على المؤمنين بحكم سريتها ، و تؤكد الآية (14)على حقيقة اساسية و هي ان جذر تلك الصفات السيئة يكمن في الافتتان بالمال و الاتباع ، محذرا المسلمين من مغبة الفتنة بالثروة و الاولاد .

ثم ينعطف السياق نحو قصة اصحاب الجنة مثلا سيئا لاولئك الذين افتتنوا بزينة الحياة الدنيا ، إذ استكبروا على الحق ، و تعالوا على المساكين ، إلا أنهماكتشفوا خطاهم فتابوا الى ربهم " قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين " بل قالوا : اننا تجاوزنا الحد فطغينا . و اننا نجد في هذه القصة دعوة للمترفين الى التوبة و الحذر من مغبة الافتتان بزينة الدنيا لان ذلك ينتهي الى عذاب الدارين .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس