فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و انه لحق اليقين
هدى من الايات

يأتي كل انسان الى الدنيا و امامه طريقان و فرصة واحدة : طريق الحق الذي ينتهي به الى الجنة و النعيم ، و طريق الباطل الذي ينتهي به الى النار و العذاب ، و اما الفرصة فهي عمره الذي يفنيه في احد الطريقين ، فاما يختار الجنة و يسعى لها سعيها او العكس ، فالدنيا وحدها هي دار الابتلاء و العمل و حيث تقع الواقعة و يعرض للحساب فانه لا يملك تبديلا و لا تحويلا ، لان الآخرة دار الحساب و الجزاء فقط .

وفي الدرس الاخير من سورة الحاقة يضعنا القرآن وجها لوجه أمام هذه الحقيقة مؤكدا بأن هناك عاقبتين و فريقين ، فاما العيشة الراضية في الجنة التي هي نصيب اصحاب اليمين ، و اما تصلية الجحيم جزاء لاصحاب الشمال . و بعد ان يبين في الاثناء بأن المصير في الآخرة متأسس على موقف الانسان و عمله في الدنيا يوجهنا ربنا الى رسالته الحقة الصادقة باعتبارها الصراط المستقيم و النهج الذي يقود الى الفوز و الفلاح يوم القيامة ، مدافعا عنها ضد ضلالات اعدائه و اعداء رسوله الذين قالوا بانها شعر تارة و كهانة تارة اخرى جحوداو استكبارا ، و انها لتذكرة للمتقين و حسرة على الكافرين ، و انه لحق اليقين ، فسبحان الله عما يصفون و يشركون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس