الذين هم على صلاتهم دائمون
هدى من الآيات نستوحي من القرآن ان الشخصية البشرية نوعان :
الاول : الشخصية المتقلبة التي تتأثر بالظروف المحيطة ، و تنعكس عليها كل الظواهر ، لا فرق بين ما يسر و ما يحزن ، او بين الخير و الشر . و هذه طبيعة السواد الاعظم من الناس .
الثانية : الشخصية المستقرة التي تصوغها الصلاة ( و الصلة الوثيقة برب الكائنات ) و يستمد اصحابها استقامتهم في الحياة من الايمان برب العالمين ، الأمر الذي يجعلهم يتسامون على المؤثرات السلبية ، ذلك لان الصلاة في بصائر القرآن ليست الركوع و السجود فقط، بل هي منهج شامل يستوعب كل بعد من حياة الانسان ، و هكذا ترى المصلي هو المنفق في سبيل الله ، و المصدق بالآخرة ، و الخائف من عذاب ربه ، و الحافظ لفرجه ، و الراعي لعهده و اماناته ، و القائم بالشهادة الحق على نفسه و في المجتمع ، و بالتالي المحافظ على صلاته ( اوقاتها و مظاهرها و جوهرها ) ، و بهذه الصورة ينبغي ان نعي الصلاة ، و نعرف المصلين ، و نسعى لكي نكون منهم .
ان الصلاة الحقيقية ثمن الجنة و الكرامة عند الله ، لانها كما بينت الآيات مجمع كل صفة حسنة ، و سعي صالح . و من اراد الجنة و الكرامة فانها شرطهما ، اما التمنيات التي تفرغ حياة الانسان من اي سعي و فضيلة ، و تسوقه الى الخوض و اللعب - غفلة عن الآخرة -فانها تجعل اصحابها خاشعة ابصارهم ، ترهقهم ذلة في يوم القيامة !
|