فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور
هدى من الآيات

اذا كان المنافقون يتورطون في الضلال و الانحراف الذي يستمر معهم حتى النهاية ، بسبب نفاقهم و نفوسهم المريضة ، فاذا بهم يفتنونها ، و يتربصون ، و يرتابون ، و تغرهم الاماني ، و يتسلط عليهم الشيطان ، فيصيرون الى بئس المصير ، فان المؤمنين في خطر آخر متمثلفي قسوة القلب بسبب طول الأمد حيث يفقدون جذوة الايمان ثم ينتهي بهم شيئا فشيئا الى تحول خطير يلخصه القرآن بكلمة ( الفسوق ) ، اي الانحراف عن الطريق السليم ، و بسبب الفسق و الخروج عن اطار القيم الربانية و التعاليم القرآنية فان الدنيا تتزين في اعينهم فيتخذونها لعبا و لهوا و تفاخرا و زينه و تكاثرا في الاموال و الاولاد ، بدل ان يجعلوها ميدانا للتسابق الى الخير ، و يستبدلونها بالاخرة بدل ان يجعلوها مزرعة للمستقبل ، و اذا اصابت احدهم مصيبة اكدت عنده اليأس و الاسف ، و اذا اوتي خيرا و نعمة تشبث بالدنيا بصورة


اكبر .

و نتيجة لعاملي اليأس و حس الدنيا تجده يبخل بالانفاق في سبيل الله ، لاعتقاده بانه لا يغير شيئا او يضر بدنياه ، و لا يكتفي بذلك بل يتسافل دركا آخر الى الحضيض بمحاربته الانفاق ، و دعوته الآخرين للبخل ، و هكذا ينتهي اليأس الى الفسوق و التولي عن الحق ،و يحدث انقلابا خطيرا و جذريا في حياة الانسان ، من الايمان الى التولي ، كما حدث لأهل الكتاب ، الذين بداوا بحركة الهية يتزعمها الانبياء من اولي العزم و غيرهم ، و ايمان صادق مخلص ، ثم انتهوا لما طال عليهم الأمد و نخر فيهم اليأس الى حركة و زعامة فاسقة ، واهداف خبيثة كمحاربة المؤمنين ، و استغلال الشعوب و ظلمهم ، و نحن نرى الان كيف ان زعامة النصرانية ( الفاتيكان ) و زعامة اليهودية ( الكنيست ) يخططون جنبا الى جنب المؤسسات الاستكبارية للقضاء على الاسلام ، الذي كانوا ينتظرونه يوما من الايام على أحر من الجمر ، و لظلم البشرية التي جاءت كتب التوراة و الزبور و الانجيل لهدايتها وسعادتها ، و الامام الصادق ( ع ) يشير الى ذلك الانحراف في رواية سوف نأتي عليها في البينات .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس