فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الايات
و تناجوا بالبر و التقوى
هدى من الآيات

لكي يتحسس القلب شهادة الله على كل شيء فيتجنب خواطر السوء ، و يتقي وساوس الشيطان ، و يتحصن ضد النفاق و التآمر ضد الاسلام و القيادة الشرعية ، جاءت آيات الذكر ترينا علم الله بما في السماوات و ما في الارض ، و تبصرنا بحضورنا عنده ، فما من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ، و لا خمسة الا هو سادسهم ، و انه جل شأنه معنا اينما كنا ، ثم تحذرنا من حسابه و جزائه يوم القيامة .

و لعل هذه الآية هي محور سورة المجادلة التي تذكر بالحضور الالهي ، و ما اعظمه رادعا عن المعاصي ، و باعثا نحو الطاعات ؟ و لكن لا يدع السياق القضية بلا شرائع تتجلى فيها شهادة الله ، اذ يرينا كيف تآمر المنافقون ( الذين لم يراقبوا ربهم ) فتناجوا بالاثم والعدوان ، و معصية الرسول ، و لم يراعوا آداب التعامل مع الرسول ، ثم نهى القرآن المؤمنين من التناجي بالاثم و العدوان ، و امرهم بان يتناجوا بالبر و التقوى ، و ذكرنا بان النجوى من الشيطان ، و هدفه من ذلك بعث الحزن في قلوبالمؤمنين ، الذين طمأنهم السياق بأنه ليس بضارهم شيئا الا باذن الله ثم أمرهم بالتوكل عليه . لان هدف المنافقين من تآمرهم التعالي على المؤمنين كما يبدو فان السياق اشار الى سيئة من سيئات سلوكهم متمثلة في اختيار صدر المجالس و التسمر فيها ، فأمر الله المؤمنين بالتفسح في المجالس ، و ذكرهم بأن العزة ليست بالمجالس القريبة من الرسول ، و انما بالايمان و العلم .

كما اشار الى مزاحمتهم للرسول بالنجوى معه ( لاظهار انهم الأقرب اليه ) فأمر المؤمنين بدفع الصدقات قبل النجوى معه ، ثم الغى هذا الامر بعد ان عرف المنافقون ، بل علم خواء كثير من نجوى غيرهم مع الرسول ، و عدم اهميتها عند اصحابها ، لانهم اشفقوا من تقديم الصدقات قبلها .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس