إن عذاب ربك لواقع
بينات من الآيات
سبحان الله عما يشركون
هدى من الآيات يعالج هذا الدرس الحجب التي منعت الكفار عن الإيمان بالرسالة . إنهم لم يعرفوا كيف يمكنهم أن يبرروا موقفهم من الوحي ، فقالوا عن الرسول بأنه كاهن ، ثم اتهموه بالجنون ، بل وسموه شاعرا ، ثم أكدوا ضلالتهم بعدما تبين لهم بطلان التهم السابقة و قالوا بأنه ساحر ، و لكن الأمر ليس كذلك ، إنما هم طاغون لا يريدون الايمان بالحق تهربا من المسؤولية فبحثوا لموقفهم عن تبرير فلجأوا إلى تلك التهم الرخيصة ، فموقفهم كما تبريراتهم اذا ليس بمعقول ، و الجدال معهم لا ينبغي أن يكون جدلا عقليا ، إنما ينبغي أن يهز ضمائرهم ،لذلك نجد في الآيات تهديدا مبطنا بالعذاب : " قل تربصوا إني معكم من المتربصين " كما نجد في الآيات من جهة أخرى إثارة للكفار نحو التفكر في الخلق من حولهم ، ليكبحوا جماح الغرور في أنفسهم ، و يخرجوا من قوقعة الذات إلى الآفاق الواسعة .
إن استثارة عقل الانسان نحو التدبير في الآفاق ( الطبيعة و القوانين التيتحكمها ) ركيزة أساسية للتربية و التوجيه في نهج القرآن ، و لكن ربط هذا التدبر بما يجري داخل النفس البشرية هو المهم في المنهج ، لذلك يبدو واضحا في كثير من الآيات أن القرآن يريد بناء جسر بين الآفاق حتى أبعد مدى فيها و بين النفس حتى أعمق غور منها .
|