فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


فهل من مدكر
هدى من الآيات

إنه لأسلوب جديد في القرآن الكريم في هذه السورة و التي تليها : أن تتكرر الآية الواحدة مرة بعد الأخرى ، مما يهدي المتدبر - ومن أول وهلة - إلى كونها محورا أساسيا بين أخواتها في السورة الواحدة ، ففي سورة الرحمن تتكرر الآية الكريمة : " فبأي آلاء ربكما تكذبان " ، وهنا قوله تعالى : " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " ، و يطرح الذكر الحكيم هذا الاستفهام مدويا في أفق الزمان و المكان وفي قلب كل بشر : هل هناك من يتذكر بالقرآن الذي يسر الذكر بقصص الماضين ؟؟

الانسان من جهته لا يعلم بعواقب الأمور ، و بسنن الحياة الفردية و الاجتماعية من حوله ، إلا عبر منهجين :

1 / تجارب الآخرين . علما بأن الانسان لا يعاد الى الحياة مرة اخرى بعد الموتحتى يجرب في الأولى و يتعظ في الثانية .

2 / الوحي الالهي .

و قد يكشف القرآن السنن الالهية في الخليقة بصورة مباشرة ، و قد يبينها عبر قصص الغابرين ، فهو إذا يجمع بين المنهجين و من أراد ان يتذكر ( ينبه ضميره و عقله ) فعليه بالقرآن ، كمكمل وهاد لفطرته و عقله ، فإن لم ينتفع به فليس بنفعه شيء أبدا .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس