فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الرحمن علم القرآن
هدى من الآيات

إن أهم حكمة وراء خلق الانسان و الكائنات أن يتعرف الرب لخلقه في كل شيء حتى لا يجهلوه في شيء فيعبدونه حق عبادته ، ولا ينظرون إلى شيء إلا و يرونه قبله و معه و بعده ، لقد كان سبحانه و تعالى كنزا مخفيا فأراد أن يعرف فخلق الخلق (1) ، لا لحاجة منه إليهم ،بل لحاجة منهم إليه ، و لا ليربح عليهم ، بل ليربحوا عليه .

و هكذا فان السمة البارزة في الخليقة هي رحمة الله ، و إن طبيعة الخلق الأولى للانسان قبل أن تدنس من المخلوقين أنفسهم لهي طبيعة إيجابية حميدة ، و إن فطرته ليست نابية ولا معادية . إنه يتفكر في نفسه فيراها غارقة في محيط من النعم و الآلاء ، خلقه رحمة ، وتعليمه و بيانه نعمة أيضا ، ثم يجول بفكره في العالم من حوله فيرى(1) محتوى حديث قدسي معروف .


الشمس و القمر ، و النجوم و الشجر ، و السماء ، و الميزان ، و هكذا الأرض و ما تحتويه كلها نعم ، و كلها خلقت ولا زالت تؤدي دورها ضمن نظام محكم في صالحه .. لذلك تجد سلوكه تجاه الخلق سلوكا وديعا نابعا من حبه له ، فهو يأبى أن يسلب نملة جلب شعيرة ، و إذامشى على الأرض وطأها برفق و هون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس