مثل الجنة التي وعد المتقون
هدى من الآيات لكي لا تتميع الحدود بين الحق و الباطل ، بين الكفر و الايمان ، و بالتالي بين الكافرين و المؤمنين ، تتوالى آيات الذكر ببيان الفروق الكبيرة بين الفريقين في الدنيا و في الآخرة .
و لكي يستعد المؤمنون لمواجهة الكفار عسكريا ، بالرغم من اعتمار قلوبهم بالرحمة الإيمانية ، لابد أن يعرفوا ماذا يعني الكفر ، وما مصير الكفار ؟
ألف / إن الله يدخل المؤمنين الجنة لماذا ؟ لأنهم عرفوا حكمة الخلق فحققوها بأفعالهم ، بينما استمتع الكفار بالحياة الدنيا ، و أكلوا بلا هدف ، كما تأكل الانعام ، فكان مصيرهم النار .
باء / و الله ولي المؤمنين ينصرهم ، بينما الكفار لا ناصر لهم ، و شاهد ذلك أنهم أهلكوا فلم ينتصر لهم أحد .
جيم / و المؤمنون على هدى و بينة من ربهم . أما الكفار فقد زين لهم سوء أعمالهم ، و اتبعوا أهواءهم .
دال / وفي الجنة أنهار مختلفة ، تروي عطش المؤمنين ، و تعطيهم القوة و النشاط و اللذة ، بينما الكفار يخلدون في النار ، و يسقون ماءا حميما يقطع أمعاءهم .
هاء / و بينما طبع الله على قلوب الكفار حتى أنهم لا يفقهون ما يقال لهم فاتبعوا أهواءهم ، نجد المؤمنين قد اهتدوا بضياء الوحي فزادهم الله هدى ، و زودهم بالتقوى حتى يتبعوا الحق من ربهم .
و ترى الكفار ينتظرون ، بينمـا المؤمنون يهتدون ، و لكن ماذا ينتظرون ؟ الساعة . فهذه علاماتها وقد جاءتهم ، و إذا نزلت بهم فجأة ماذا ينفعهم الهدى ؟
و ينتهي الدرس بالتذكرة بالله الذي لو علم الانسان أنه الله الواحد الأحد استغفر لذنبه ( ولم يتشبث بالأنداد من دونه ليخلصوه من ذنوبه ) كما استغفر للمؤمنين و المؤمنات الذين سوف يرتبط بهم إيمانيا ، و يتخذ منهم موقفا لا عداء فيه و لا تقديس ، و الله يعلمأطوار حياة البشر و تقلباتهم ، كما يعلم مثواهم .
|