فلا تهنوا و تدعوا الى السلم و أنتم الأعلون
هدى من الآيات إن التسليم للرسول ( و الولي المنصوب من عند الله ) شاهد على صدق التسليم لله ، بينما الشقاق عنه كفر و صد عن سبيل الله ، و يسبب حبط العمل و إبطاله . فلابد إذا من الطاعة للرسول التي هي امتداد لطاعة الله ، لكي لا تبطل أعمالنا . و إذا مات العبد كافرا فلن يغفر الله له .
هكذا أرسى القرآن قواعد الانضباط ( التي نحتاجها في السلم و بصورة أكبر في الحرب ) و اتباع القيادة الشرعية ، ثم أمر المسلمين بالإستقامة و عدم الوهن بطلب السلام الذليل ما دمنا الأعلى و الأقوى و إن الله مع المؤمنين ولا يضيع أجر العاملين .
وفي الختام رغب السياق المؤمنين عن الدنيا التي هي عبث ولهو ( إلا إذا طلب الإنسان بها الآخرة فصارت ذات هدف سام ) و وعد المؤمنين المتقين بأنه يؤتيهم أجرهم ولا يسألهم أموالهم . فلو سألها كلها بإصرار أخرج ما يخفوه من البخل ألا ترىكيف ان البعض يبخل عن الانفاق ( ببعض أمواله ) في سبيل الله ، بينما الإنفاق هو ذخيرة لنفسه . فإذا بخل فإنما يبخل عن نفسه ، لأن الله هو الغني و هم الفقراء .
و أنذر ربنا المسلمين بأن توليهم عن واجبات الرسالة ( وفي طليعتها القتال و الإنفاق ) يفقدهم صلاحية حمل الرسالة ، فيستبدل الله غيرهم فلا يكونوا أمثالهم .
|