و أثابهم فتحا قريبا
هدى من الآيات لقد وفر الفتح المبين ( صلح الحديبية ) للمسلمين حالة من السلام ، التي تساعدهم على الانتشار و إعداد أنفسهم للمواجهة الحاسمة مع أعدائهم على الصعيد الخارجي ، كما أنه على صعيد الجبهة الداخلية كشف عن حقيقة المنتمين اليهم مما ساهم في تصفية العناصر الضعيفة و تمتين الجبهة الداخلية .
بلى . إذا كان هؤلاء يريدون العودة الى صف المؤمنين و القيادة الرسالية لابد أن يتوبوا توبة صادقة ، و هنالك تسعهم رحمة الله ، و تستوعبهم صفوف المؤمنين ، و تقبلهم القيادة ، و لكن بشرط أن يبرهنوا عمليا على صدقهم عبر الوقوف مع المؤمنين في الشدائد الحاسمة .
و نستفيد من هذا الحكم الإلهي حكمة بالغة في معاملة هذه النوعية من الأفراد ، وهي أن لا تقبلهم القيادة الرسالية بعدما تخلفوا عن تجمعها و أوامرها في الشدة ، إلاإذا أظهروا توبتهم ، و وطنوا أنفسهم على خوض الجهاد تحت رايتها ، لأن قبول هذه النوعية من دون امتحان عسير يثبت صدقها قد يكلف الحركة الرسالية الكثير ، لو أنهم عادوا لطبيعتهم الانهزامية و انشقوا و شقوا عصا الطاعة في موقف خطير أو مهمة حاسمة يكلف التمرد فيهما أضعاف ما يكلفه التمرد في الظروف العادية .
|