فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


ات من الآيات
[15] [ سيقول المخلفون إذا انطلقتم الى مغانم لتأخذوها ]

وقد تمردوا من قبل على أمر القيادة ، و تخلفوا عن المسير معكم ، لا لأنهم اكتشفــوا خطــأ في خط الرسالة ، بل لأنهم التحقــوا به التحاقــا مصلحيا ، و حيث ظنــوا - مجرد ظن - بأن المسير الى مكة يعني الإبادة ، فهو خال من المصالح ، نكصوا على أعقابهم ، أماالآن و المسلمون يسيرون الى فتح مؤكد في نظرهم - وهو غزوة حنين حسب بعض التفاسير - فإنهم يحاولون بكل طريق العودة الى صفوف الجيش الاسلامي ، ولكن ليس من باب التوبة وإنما المصلحة .

[ ذرونا نتبعكم ]

وقد حذرهم اللـه من عواقب التخلف عن نصرة رسوله (ص) ، وأنه سوف يعذبهم ، و يمحو أسماءهم من قائمة المقاتلين المؤمنين ، لأن المقاتل المؤمن هو الذي يتبع أوامر قيادته في كل مكان و أي زمان ، و حيث نكصوا جزاهم الله بذلك ، وهم الآن يسعون لتبديل ما حكم اللهبه .

[ يريدون أن يبدلوا كلام الله ]

ولكن هذا الحكم الشرعي ثابت لا يتغير ، وهو أن من يتمرد على القيادة الرسالية في الظروف الصعبة ينبغي أن يطرد من صفوف المقاتلين .


[ قل لن تتبعونا ]

فنحن مأمورون من قبل الله أن لا نقبلكم من دون شرط و قيد .

[ كذلكم قال الله من قبل ]

و هذا جزاؤكم الطبيعي .

و لأن هؤلاء مجبولون على التبرير فإنهم لن يعترفوا بواقعهم ، وإنما سيحاولون التستر بأعذار لا تنفع ، شبيهة بتلك التي برروا بها تخلفهم عن المسير و القتال من قبل .

[ فسيقولون ]

وهم يتهمون المؤمنين و القيادة الرسالية التي تجسدت يومئذ في الرسول (ص) .

[ بل تحسدوننا ]

و بالتالي فإنكم تريدون من رفض انتمائنا إليكم التفرد بالمكاسب ، وفي مقابل هذه التهمة يأتي الرد الإلهي الحاسم بأنهم غارقون في الجهل .

[ بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ]

و يدل على ذلك أمران :

الأمر الأول : وقد عالجته الآية في مطلعها ، وهو جهل هؤلاء بأن الانتهازي الذي يترك جماعته في ساعة الحرج لا يمكن ان يحتسب منهم في الرخاء كأمر واقعي ، و بالذات في المجتمع العربي الذي يعد ذلك من صميم عاداته و تقاليدهآنذاك .

فمن كان يتخلى عن عشيرته عند الشدة كانوا ينبذونه نبذا تاما ، و يحرمون عليه حتى الزواج منهم ! إذن فمن السذاجة القول بأن ( الصلاة خلف علي أتم ، و الأكل مع معاوية أدسم ، و الوقوف على التل أسلم ) ، و لا يمكن أن يسمى من هذا شعاره موحدا أو منتميا الى الاسلام انتماءا صحيحا ، إنما هو لقيط ، و ينبغي للمؤمنين رفض انتمائه اليهم .

وقد يشير الى هذا الأمر خاتمة الآية التي نحن بصدد تفسيرها ، حيث تؤكد بأن المخلفين ساذجون لا يستطيعون سبيلا الى فهم الحقائق .

الأمر الثاني : الذي يدل على جهلهم أنهم ينسبون الحسد الى شخص الرسول (ص) مع اعتقادهم بأنه مرسل من الله عز و جل ، وهل الرسول يذنب أو يتمحور حول نفسه حتى يسعى وراء المغانم ؟!

و إذا افترضنا أنهم لا يؤمنون به رسولا من الله ، ولا قائدا حقيقيا ، فلماذا يتبعونه ، و يريدون القتال تحت لوائه ؟!

و لعل تفسير خاتمة الآية أن هؤلاء لا حظ لهم من الوعي إلا القليل ، لأنهم اضلوا الطريق العام فلا تنفعهم معرفتهم ببعض الطرق الفرعية ، ذلك لأن محور حقائق العلم هو معرفة الله ، و سننه الحق ، و بصائر رسالاته ، فإذا أخطأوا المحور فلا جرم أنهم يتيهون في الضلالات .

وماذا ينفع العلم بكافة الحقول العلمية إذا كان الخط العام لحياة الانسان خاطئا ؟ أرأيت كيف يوجه المستكبرون كل علمائهم فيما يبعدهم عن الله ، و يسبب هلاكهم و هلاك العالم ؟


فمجمل أفكارهم خاطئة ، و بتعبير آخر أن القلة هنا نوعية لا كمية .

[16] ومع ان الله يفشل كل محاولاتهم لتبرير تخلفهم أولا ثم عودتهم الى صفوف المسلمين فإنه يفتح أمامهم طريقا للتوبة ، و الطريق الواسع الى رحاب التوبة بالانتماء الحقيقي ، إذ ليس صعبا أن ينتمي الشخص الى صف الرساليين ظاهرا ، و إنما الصعب أن يكون انتماؤهانتماءا حقيقيا تكشف عنه استقامته في الظروف الصعبة .

و حيث مـر هؤلاء بتجربة عملية كشفت للقيادة الرسالية و المؤمنين ضعف انتمائهم ، فهم بحاجة إذن الى تجربة أخرى تثبت صدق توبتهم ، ولا شك أن الذي يتوب عن صدق سوف يقبل بما يشترط عليه ليكون دليلا لتوبته ، يحدوه الى ذلك خوفه من الله ، و إحساسه بضرورة التكفير عن ذنبه ، و لذلك أمر الله رسوله أن يلزم التائبين من المخلفين بشرط الثبات في المواقف المستقبلية ، و لعله عبر في مطلع الآية بكلمة " قل " لبيان أن الشرط إنما هو من عند الله عز وجل ، و ليس من لدن الرسول (ص) حتى يمنع بذلك أي محاولة أخرى للاعتراض أو التبرير .

[ قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ]و الاحتمال الأقوى أنهم يختارون الحرب ولو في بادئ الأمر ، على الأقل ثقة بالنصر على المسلمين و اعتمادا على قوتهم الظاهرية ، إذن فالابتلاء عظيم ، و الامتحان عسير ، يحتاج فيه هؤلاء عزم راسخ و إرادة قوية لكي يثبتوا صدق توبتهم ، و بالتالي تقبلهم القيادةالرسالية في تجمعها ، و لا يخوض غمار هذا الابتلاء إلا الصادقون ، أما الانتهازيون و المصلحيون فإنهم لن يجازفوا بأنفسهم .


13 + 325

و بالرغم من أن القرآن يشجع المؤمنين في الأغلب على الحرب يبعث الأمل بالنصر في أنفسهم ، إلا أنه هذه المرة يصف العدو بالشدة لأنه يتناسب مع هدف هذه الآية و القضية التي جاءت بصددها وهو امتحان المخلفين ليثبتوا جدارتهم للانتماء الى صف المؤمنين ، بعد أن فقدوها بالانهزام السابق .

وقد اختلف المفسرون في تحديد المعركة التي تشير إليها هذه الآية الكريمة ، فقال بعضهم : إنها حرب المسلمين مع الروم ، وقال جماعة : إنها حرب المسلمين مع المرتدين بعد الرسول (ص) ، وقال آخرون : إنها الحرب التي دارت رحاها على الفرس ، و قيل أنها الحرب مع هوازن و ثقيف بعد فتح مكة ، و لعل هذا المحمل هو الأقرب الى جو الآيات و إيحاءاتها التي تفيد الحديث عن عصر الرسول لا بعده ، حيث أن غزوة حنين كانت أعظم الغزوات بعد صلح الحديبية ثم فتح مكة .

و رغبهم في قبول هذا الشرط بالترغيب في ثواب الله و عطائه ، وما يترتب على ذلك من قبول لتوبتهم ، ثم حذرهم من عواقب الرفض لأمر الله الذي يستتبع العذاب و الخسارة .

[ فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل ]لما دعاكم الرسول الى المسير الى مكة قبل صلح الحديبية ، فجبنتم بسبب سوء الظن بالله ، و قدمتم المعاذير الواهية .

[ يعذبكم عذابا أليما ]

[17] و بمناسبة الحديث عن الأعذار التي كان يسوقها المتخلفون يبين السياق الأعذار المشروعة التي تسقط القتال عن المؤمن ، لكي تتوضح ولا يتشبث المتقاعسون بكل عذر تافه للتنصل عن مسؤولية القتال .


[ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ]وهذه من سماحة الاسلام و نظرته المتوازنة للأمور أنه في الوقت الذي يشدد على موضوع القتال لا يغفل عن بيان الأعذار الحقيقية التي يعذر في إطارها المتخلفون ، ثم يجعل الحد الفاصل في إقرار هذه الأعذار أو رفضها رأي القائد ، لانه هو الذي يحدد متى تكون هذه الأعذار الآنفة الذكر مقبولة كمانع عن القتال ، فمن يحدد - مثلا - أن الأعمش يلحق بالأعمى ، وما درجة ضعف العين الذي يسقط بموجبه الجهاد عن صاحبه ، و ما درجة العرجة ، وهل أن المرض الذي لا يمنع عن التقال - كمـرض السكري - يعتبــر عذرا ؟ ثم أن هناك أعذارا حقيقية لم يتعرض لها النص ، مثل شلل اليدين ، و البدنة المفرطة ، و السفه .. ، و لعله لذلك أكد ربنا بعد ذكر الأعذار الشرعية على طاعة القيادة ، فقال :

[ ومن يطع الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ]و إذ يعد الله الطائعين له و لرسوله بهذا الجزاء ، و يشير في علاجه لمثل هذه القضية الى موضوع الآخرة ، فلأن العامل الأساسي الذي يدفع الانسان للفرار من ساحة المعركة ، أو للتمرد على أوامر القيادة الرسالية بشكل عام ، هو التشبث بحطام الدنيا الزائل ، وهكذا يخلق التذكر بالآخرة معادلة في ضمير الانسان و عقله بين نتائج الهزيمة السلبية ، و معطيات الثبات و الطاعة الايجابية العظيمة ، و تأتي في البين خاتمة الآية لترجع فرار الطاعة و الثبات على فرار الهزيمة بإثارة عامل الخوف و الرهبة من عذاب الله عند الانسان .


[ ومن يتول يعذبه عذابا أليما ]


و التولي هو الفرار من الزحف و الجهاد في سبيل الله ، الأمر الذي يستوجب العذاب الإليم .

[18 - 19] [ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ]أما هدف العهد مع الله فإنه يستمطر رضاه و ثوابه ، فقد وسعت مرضات الله المؤمنين حين بايعوا رسول الله على القتال حتى الموت بين يديه ، و ذلك قبل أن يبرم الصلح ، فلما رأى المشركون عزم المؤمنين على الحرب و الاستقامة قبلوا بالصلح .

إن الله سبحانه قد يقبل بيعة المؤمنين ، و يغفر ذنوبهم كلها . أليست الحسنات يذهبن السيئات ؟ بلى . إن الموقف البطولي يسوى عند الله الشيء الكثير ، و يرجح في ميزانه على كل عمل ، و لعله لذلك يغفر الله للشهيد كل ذنوبه .

ولقد كانت بيعة المؤمنين للرسول تحت الشجرة دليلا أكيدا على عمق إيمانهم بالرسالة ، و لو لم يكونوا مؤمنين بمعنى الكلمة لما بايعوا الرسول (ص) وهم يعلمون أن المواجهة بينهم و بين المشركين لو حصلت تعني حسب المقاييس الظاهرة إبادتهم من الوجود ، و من هذا المنطلق كانت البيعة فارقا بين المنافقين و ضعاف الايمان و بين المؤمنين الصادقين ، و هي كما كشفت فريق المخلفين ميزت المؤمنين و أفرزتهم ، وهكذا تنفع المواقف الحرجة الحركة الرسالية في الكشف عن هوية أفرادها و نقاط القوة و الضعف فيهم .

[ فعلم ما في قلوبهم ]

من الثبات و صدق الايمان و عموم مؤهلات النصر الإلهي .

[ فأنزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا * و مغانم كثيرة يأخذونهاو كان الله عزيزا حكيما ]

وقد تجسد ذلك الفتح في الانتصارات و المغانم التي صار اليها المؤمنون بعد ذلك في معركة خيبر و فتح مكة و غيرهما ، ولا شك أن المؤمنين كانوا يخسرون الكثير ، و تفوتهم هذه الانتصارات لو كان قرارهم الانهزام ، وهذه الحقيقة واضحة في تاريخ الأمم و الحركات ، فهي عندما تتمسك بمبادئها و أهدافها ، و تستقيم من أجل ذلك رغم المصاعب و التضحيات ، تصل الى ما تريد بتضحيات أقل ، بينما تقصر على غاياتها ، و تعيش الذل و الهوان ، حينما تنقلب على أعقابها ، و تدفع إضافة الى ذلك أضعافا مضاعفة من الخسائر ضريبة للهزيمة .


و من خلال الآيات المتقدمة يتضح أن المؤمنين وصلوا للمكاسب التالية نتيجة لثباتهم على العهد :

1- تثبيت الايمان في قلوبهم و زيادته .

2- الفتح العسكري القريب إضافة الى الفتح السياسي المتمثل في صلح الحديبية .

3- المغانم الكثيرة معنوية و سياسية و اقتصادية .

[20] [ وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها ]

في المستقبل ، و لكنه عجل لهم أمرين :

الأول : المغانم الأولية التي حصل عليها المؤمنون أثر الصلح ، كدخول أفواج من الناس في الدين ، و تحالف بعض القبائل مع الرسول ، و حصول حالة من الأمن تمكنه من بناء حركته و إعداد المؤمنين للمواجهة الحاسمة ، أما ما حصلوا عليه بعدفتح مكة عسكريا فهو كثير أيضا ، و الذي من أعظمه و أبرزه القضاء على السلطة المنحرفة فيها ، و دخول الناس أفواجا في دين الله ، مما جاء تفصيله و بيانه في سورة النصر .

الثاني : دفع أذى المشركين و الكفار عن المؤمنين بصلح الحديبية ، إذ لو كانت المواجهة تحدث يوم ذاك بين المؤمنين بأعدادهم و عدتهم القليلة من جهة ، و المشركين بأعدادهم و عددهم الكثيرة من جهة أخرى ، لكانوا يبادون و تنطفئ شعلة الاسلام .

[ فعجل لكم هذه و كف أيدي الناس عنكم و لتكون آية للمؤمنين ]على رضى الله عنهم ، و نصره لعباده الذين ينصرونه و يطيعون أولياءه ، فينبغي للمؤمنين أن يدرسوا هذه الآيات ، و يتدبروا في هذه الحادثة التاريخية ، ليستفيدوا عبرة هامة وهي ضرورة الطاعة للقيادة في السلم وفي الحرب ، و عدم اتباع الآراء الشخصية و العواطف المثارة ، لأن الطاعة للقيادة الرسالية هي الطريق الى الهداية الحقيقية .

[ و يهديكم صراطا مستقيما ]

[21] قبل النصر تجتاح الأمة فتنة الشك في وعد الله ، أما بعده فإنهم يتعرضون للغرور و الاعتقاد بأن قوتهم الذاتية كانت سبب الفتح ، مما يدفعهم للاستهانة بالقيم الحق التي هيأت ظروف النصر عند التمسك بها ، و لعله لذلك أكد ربنا هنا - و بعد بيان مكاسب صلح الحديبية - على المكاسب التي لم يقدر على تحقيقها المؤمنون إلا بتوفيق ، و من توفيقه الوحي الإلهي و القيادة الربانية ، و إذا اتبع المجاهدون السبل الأخرى الملتوية فسوف تؤكد الهزيمة في واقعهم ، مهما كان ظاهرالأمر يوحي بخلاف ذلك ، ومن يرد نصر الله و رحمته يجب أن يطيعه و يلتزم بأمره .

[ و أخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها و كان الله على كل شيء قديرا ]فهو محيط علما و قدرة بالمكاسب الأخرى التي تأتي في المستقبل ، و التي تغيب عن وعي المؤمنين ، أو ربما كانوا لا يصدقون بأنهم سوف يبلغونها لو قيل لهم ذلك ، نظرا لكونها مكاسب كبيرة بالنسبة الى قدراتهم و إمكاناتهم ، فهل كانوا يعلمون أو يصدقون بالمكاسب التي حصلوا عليها فيما بعد من بلاط كسرى و قيصر ؟ كلا .. وهي كلها من معطيات صلح الحديبية لو درسنا التاريخ دراسة واقعية معمقة ، فانتصار الرسول على يهود خيبر و فتحه لمكة المكرمة عسكريا ، الأمر الذي كان يعني سيطرته التامة على شبه الجزيرة العربية بكاملها ، كل ذلك كان من مكاسب الصلح ، و هذه الانتصارات بدورها وحدت القوى آنذاك كلها تحت راية الاسلام ، فإذا بالمسلمين قوة ضاربة تنطلق شرقا لتفتح بلاد فارس ، و غربا و شمالا لتنهي الى سلطان الروم ، و تبنى على انقاضها حضارة الاسلام .

ولم يكن أحد من المؤمنين - إلا من شاء الله - يتوقع النجاة من يد مشركي مكة حينما دعاهم الرسول للبيعة ، بل كان كثير منهم فريسة للشك في الدين ، و التخلف عن أوامر القيادة الرسالية ، فكيف بهم يدركون تلك المكاسب العظيمة أو يؤمنون بها ؟

إن المؤمنين كانوا يخسرون هذه المكاسب لو اتبعوا أهواءهم و آراءهم الشخصية القاصرة فتخاذلوا عن نصرة الرسول و البيعة له يومئذ ، لذلك ينبغي لنا في كل مكان و زمان أن نتبع الوحي الإلهي ، و نسعى في تطبيقه ، لا أن نتبع أهواءنا و تصوراتنا البشرية المحدودة .



فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس