بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان
هدى من الآيات بعد أن يعطينا القرآن بصيرة الوحي في العلاقات بين أبناء آدم الرافضة لكل أشكال التمايز إلا بالتقوى ، يذكرنا بأن الايمان درجة أعلى من الاسلام ، و ان ادعاء الأعراب بلوغها خاطئ ، بيد أن طاعة الله و الرسول لا تذهب سدى ، ( حتى وإن لم يبلغ المرء درجة الايمان ) .
و يبين الذكر مقياس الايمان الحق في الطهارة من الريب و الجهاد بالمال و النفس في سبيل الله . و يسفه أولئك الذين يدعون الايمان عن كذب أولا يعلمون أن الله محيط علما بكل ما في السموات و الارض فكيف لا يعلم مدى إيمانهم ؟
و تراهم يمنون على الرسول إسلامهم ( وقد يكون الاسلام من أجل متاع الدنيا ) . أما الايمان فهو منة من الله عليهم وليس العكس .. و تذكرنا خاتمة السورة بعلم الله النافذ في كل شيء .
و لعل هذه الايات تنتظم مع الآيات السابقة في أن هناك فريقا من الناس يحاولون أن يستأكلوا دينهم و يتعالوا على الناس باسم الاسلام و الايمان ، فيجعلوا الدين وسيلة لبلوغ مآرب الدنيا ، وهذا بؤرة تمايز لا يعترف به الاسلام . ولابد من فضح هؤلاء بتعريضهم لامتحان الطاعة و الجهاد .
|