و أفوض أمري الى الله
هدى من الآيات كمـا البرق الخاطف في جو مدلهم في ليل داج ، شعت كلمات المؤمن في بيت فرعون ، وهم يتآمرون على حياة صاحب الرسالة موسى بن عمران عليه السلام .
لقد قال لهم : إنني أدعوكم لنجاة أنفسكم من النار التي تحيط بكم ، بينما أنتم تدعونني لألتحق بكم في سواء اللهب . بلى . إن الكفر بالله و الشرك به ( و اتباع سلطة غير شرعية ) ان ذلك بذاته النار التي هم فيها ، أما هو فإن دعوته الى النجاة منها بالإيمان بالله العزيز الغفار .
أنتم تدعونني الى الشركاء الذين لا ينبغي أن يدعو أحد اليهم ، لأنهم تافهون حقراء ، بينما أنا ادعوكم الى من إليه مصيرنا جميعا ، و أنتم تدعونني الى الإسراف الذي لا ريب ينتهي بصاحبه الى النار ، بينما أدعوكم الى التقوى .
و تحداهم ( حين لم يستجيبوا له ) بأنه ينتظر و إياهم عاقبة الأمر حين يستذكرونإنذاره ، أما هو فقد فوض أمره الى الله الذين وقاه سيئات ما مكروا ، بينما أحاط بآل فرعون سوء العذاب ، ففي عالم البرزخ يعرضون على النار صباحا و مساءا ، و إذا قامت الساعة يذوقون في جهنم أشد العذاب .
هنالك حيث لا ينفع الضعفاء تبريرهم بأنهم إنما اتبعوا كبراءهم فلذلك لابد أن يتحملوا عنهم نصيبا من العذاب ، كلا كل من الضعفاء و المستكبرين في النار بحكم الله الذي لا ينقض حكمه أحد .
|