فاصبر إن وعد الله حق
هدى من الآيات في إطار الحديث عن صلابة الشخصية ، و استقامتها عند المؤمن ، الى درجة نراه يعيش في كنف الطاغوت وهو يكتم إيمانه عنه سنين عديدة ، ثم يتحداه في ساعة المواجهة مفوضا أمره الى الله .. في هذا الإطار تحمل آيات هذا الدرس وعدا من الله بنصرة رسله و المؤمنين بهم ( بنصرة أهدافهم المقدسة ) و يضرب لنا من قصة موسى مثلا حين أنزل عليه الهدى ، و ضمنه في كتاب أورثه بني إسرائيل ، ولكن النصر يأتي بعد عدة أمور يوفرها المؤمن :
أولا : الصبر انتظارا لوعد الله الحق .
ثانيا : الاستغفار من الذنوب ( و إصلاح النفس حتى تتهيأ لاستقبال النصر ) .
ثالثا : تسبيح الله آخر النهار و أوله .
رابعا : التسليم للحق ، و الاستعاذة بالله من الكبر الذي يبعث البعض نحو المجادلة في آيات الله بغير سلطان أتاهم ، ذلك أن هذا الكبر ( الذي ينشأ من النزوع نحو الربوبية ) لا يبلغه الانسان أبدا ، وما قيمة الانسان حتى يتكبر على ربه ؟! أولا يرى أن الله خلقالسموات و الأرض وهن أكبر منه ؟! ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
خامسا : العمل الصالح ، ذلك لأنه لا يستوي الأعمى و البصير ، كما لا يستوي المسيئون و الصالحون ، و أن الله يجازي كلا بعمله يوم تقوم الساعة ، و بالرغم من أنها لا ريب فيها إلا ان أكثر الناس لا يؤمنون .
|