كذلك يضل الله الكافرين
هدى من الآيات في إطار معالجة داء الكبر الذي يحجب الحقائق عن الانسان ، و يبعثه نحو المجادلة في آيات الله ، يذكرنا الله بأن الحياة و الممات بيده ، وأن قدرته لا تحد ، وأن عاقبة الكبر في الآخرة هي السوئى ، إذ الإغلال في أعناقهم ، و السلاسل تحيط بهم ، و يسحبون الى مأواهم الأخير عبر مياه حامية ، ويقذف بهم في النيران كما يقذف بالوقود في التنور .
و خلال التعذيب الشديد يبكتون ليتم تعذيبهم نفسيا ، ويقال لهم : أين ما كنتم تشركون من دون الله ( و تظنون أنهم ينقذونكم من نار جهنم لو ارتكبتم السيئات ) ؟!
قالوا : ضلوا عنا ( فلا نرى لهم أثرا ) ثم قالوا : إنهم في الواقع لم يكونوا سوى أوهام و تخيلات ، فيقال لهم : إذا ذوقوا عذاب الله جزاء فرحكم ( النفسي ) و مرحكم( العملي ) فيدخلونهم ( بعد أن يتم تعذيبهم في القيامة ) أبواب جهنم التي هي المثوى البئيس للمتكبرين .
و الملاحظ أن السياق الذي يذكرنا منذ الآية (35) عن الجدال في آيات الله بين أولا جزاء المجادلين في آيات الله جزاءهم في الدنيا بالختم على قلوبهم ، ثم بين أن دافعهم الكبر فعالجه (65) وها هو يبين جزاءهم الأخروي (1) |