فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و خسر هنالك المبطلون
هدى من الآيات

ماهو موقف الرسول و الرساليين من هؤلاء المجادلين في آيات الله الذين بين السياق فيما مضى من الآيات انغلاق قلوبهم ، و كبر صدورهم ، و عاقبة أمرهم ؟

إن عليهم الصبر بانتظار وعد الله الحق ، و سواءأ أراهم الله بعض الجزاء الذي وعد أعداءهم أو توفاهم قبلئذ فإن الأمر بيده ، وهذه سنة الرسل الماضين ، سواء منهم الذين قص علينا القرآن عنهم شيئا أو لم يقصص ، فحتى الآيات التي تجلت على أيديهم إنما كانت بإذنالله ، ولم ينزل العذاب على أممهم إلا بعد أن جاء أمر الله فقضي بينهم بالحق ، فنجي المؤمنون ، و خسر هنالك المبطلون .

و يذكر السياق بآيات ربنا ، و كيف جعل في الأنعام ألوانا من النعم ، نركبها و نأكل منها ، و نستفيد من أشعارها و أوبارها و نتزين بها ، و نشبع عبرها حب التملك و السيطرة التي في أنفسنا ، و تحمل أثقالنا كما تحمل السفن .. و أعظم نعمة أنه يرينابها آياته حتى نحظى بمعرفة خالقنا العزيز ، فماذا ننكر من آيات ربنا ؟!

ولكي يرفع القرآن حجاب الغرور الذي يمنع الإهتداء بآيات الله ، يذكرنا بعاقبة الكافرين بها ، و يأمرنا بأن نسير في الأرض لننظر كيف كان عاقبة الذين من قبلنا . أولم يكونوا أكثر عددا منا و أشد قوة و أعظم آثارا في الأرض ، ولكنهم دمروا شر تدمير لما كذبوا ،ولم تشفع لهم مكتسباتهم المادية ؟! إنهم أنذروا عبر الرسل ، و لكنهم فرحوا بما لديهم من علم ضئيل و اغتروا به فلم يستجيبوا للنذر ، فأحاط بهم ما كانوا به يستهزؤون .

و استمروا في غيهم حتى رأوا بأس الله ، هنالك قالوا : آمنا بالله وحده ، و كفرنا بالشركاء من دونه .. ولكن هل نفعهم إيمانهم ؟ كلا .. جرت سنة الله بعدم ذلك ، و خسر هنالك الكافرون .

أفلا نعتبر بمصيرهم ، و نستجيب لنذر الله ، و نستمع إلى رسله ؟!


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس