فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و قالوا لجلودهم : لم شهدتم علينا
هدى من الآيات

بمستوى الإجرام الذي يبلغه الانسان حين يكفر بالله العظيم يكون مستوى الإنذار و العذاب ، فليس هينا تمرد البشر هذا المخلوق الضعيف المحدود على سنن الله التي استجابت لها السماوات و الأرض طوعا !

كذلك ليس هينا الصاعقة التي ينذر بها - إذ ذاك - فهي مثل الصاعقة التي أخذت قوم عاد و ثمود !!

إنها واحدة من السنن التي أجراها الله في الكائنات ، و التي لا تغيير فيها ولا تبديل ( كما تقدير العزيز العليم في خلق السماوات و الأرض ) .

لقد جاءتهم الرسل قبل و بعد انحرافهم و أنذروهم من عاقبة الشرك بالله ، فكفروا بالرسالة زاعمين أن الله لو شاء لأرسل إليهم ملائكة ، و استكبرت عاد في الأرض بغير الحق اغترارا بقوتهم التي قهرت كل قوة في الأرض ، و لكنهم لم يرواأن الله الذي خلقهم أشد منهم قوة ، وهكذا جحدوا بآيات الله ( اغترارا بقوتهم ) ..

فأرسل الله عليهم ريحا عاصفة ، ذات صوت و صرير ، في أيام سيئات نحسات ، و عذبهم بعذاب الخزي و الهوان في الحياة الدنيا ، وكان ذلك بين يدي عذاب أخزى في الآخرة .

أما ثمود فقد هداهم الله حين جاءتهم الناقة مبصرة ، ولكنهم استحبوا العمى على الهدى ، وكان جزاؤهم الصاعقة التي تمثلت في العذاب المهين .. كل ذلك بما كانوا يكسبون من جرائم و موبقات !

( ولم تكن صدفة تلك الصواعق ، بل تنفيذا لسنة الهية جارية ، و أبسط الأدلة على ذلك ) أن الله سبحانه أنقذ الذين آمنوا وكانوا يتقون ، فلم يرتكبوا تلك الموبقات .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس