فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا
هدى من الآيات

تفتتح سورة الشورى - التي تنظم العلاقة بين المسلمين لكي لا يخوضوا في صراعات داخلية عقيمة - بذكر القرآن الذي هو مرجع كل خلاف ، فهو الوحي الذي يكمل الرسالات التي أوحى بها الله العزيز الحكيم ( بعزته عزة الوحي ، ومن حكمته أنه الحق المبين ) .

إنه المالك لما في السماوات وما في الأرض ( فله الحاكمية التي تتجلى في حاكمية رسالاته و رسله ) ، وهو العلي العظيم ، ( ومن آيات مجده ، و شواهد عظمته ) أن السماوات تكاد تتفطر من فوقهن . أما الملائكة ( فهم لا يشاركونه في الألوهية بل ) يسبحون بحمده ( أنيكون له شريك ) و تراهم يستغفرون لمن في الأرض ( و بالذات المؤمنين منهم ، دون ان يقدروا على دفع الضر عنهم ، بلى . استغفارهم ينفع الناس ) فالله هو الغفور الرحيم .


أما الذين اتخذوا من دونه أولياء ( و يحسبون أنهم ينقذونهم من مسؤولية أعمالهم فهم في ضلال مبين إذ ) أن الله حفيظ عليهم ( فهو يحفظ عليهم أعمالهم ) وما أنت عليهم بوكيل ( فهم وحدهم يتحملون مسؤولية أعمالهم وما عليك سوى إبلاغهم الرسالة و إنذارهم بها ) .


وهكذا أوحى الله إليك القرآن العربي لإنذار أم القرى ومن حولها ( ومن ثم العرب ثم العالمين ) إنذارهم جميعا بيوم الجمع حيث الخلائق كلهم قائمون عند ربهم للحساب لاريب فيه ، وهنالك ينقسم الناس فريقين : أصحاب الجنة ، و أصحاب النار .

كذلك بين القرآن في فاتحة سورة الشورى عظمة الوحي و مقام الرسالة ، و تبعا لها مقام من يبلغها و يجسدها و يحكم باسمها لتكون الرسالة محور المجتمع الذي إليه يردون خلافاتهم و منه ينطلقون نحو تطلعاتهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس