فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
هدى من الآيات

في هذا الدرس يمهد الذكر الحديث عن الموضوع الأساسي في هذه السورة ، وهو كما قلنا : التكيف السليم مع الحياة الدنيا ، وذلك بالتذكرة بحكمة الكتاب المبين الذي أنزله الله و جعله قرآنا عربيا ، و التي تتلخص في إيقاظ العقل من سباته ، وهو أعلى و أحكم نسخة لأم الكتاب الذي عند الله ، و بعد بيان أن إسراف الجاهليين لا يمنع رحمة الله عنهم بتذكيرهم يعالج السياق واحدة من أبرز عقبات الإيمان ، و التي يهتم القرآن كثيرا بها ، وهي حالة اللامبالاة و الإسترسال مع الواقع الفاسد ، التي تنعكس في صورة الإستهزاء بالرسالةو السخرية من الرسول ، و يبدو أن منشا هذه الحالة الرضا بالواقع القائم ، فما دام الباطل يحقق أهدافي و مصالحي ، و يشبع طموحي و رغبتي ، لماذا الإستماع إذا الى داعي الله ؟

ذلك لأن الباطل ضار زاهق ، وإنما الحق وحده باق نافع ، أنظر مثلك السابقين ، و اعتبر بعاقبتهم ، فإنك لا تملك حياتين تجرب في أحدهما السبل الكفيلةلسعادتك ، و تعمل في الثانية بتلك التجارب ، إنما للإنسان فرصة واحدة ، وإذا مرت فلن تعود أبدا ، وقد جرت سنة السابقين على أن من يتبع الحق يسعد في الدنيا و الآخرة ، وأن من يتبع الباطل تنتهي حياته بالبأساء و الضراء ، و يحيط به في الآخرة عذاب أليم .. وإن هذا يعطينا حافزا قويا للبحث عن الحقيقة ، و النزوع عن حالة الإسترسال .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس