فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


لله الأمر من قبل و من بعد
هدى من الآيات

تبين آيات هذا الدرس الأول من سورة الروم ، العوامل الخفية التي تغرب عن بال كثير من الناس ، و يضرب الله سبحانه مثلين على ذلك :

الأول : الهزيمة التي لم تلبث أن تحولت الى انتصار للروم ، الذين كانوا يعتبرون أصحاب رسالة مقارنة مع الفرس الذين كانوا مجوسا .

و قد كان الكفار - الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا - قد تفاءلوا بانكسار الروم ، بيد أن الله سبحانه أكد نصر عباده ، و هكذا كان حيث فرح المؤمنون بنصر الله .

الثاني : يضرب الله مثلا لأولئك الذين امتلكوا حضارة كانوا أشد قوة ، و أثاروا الأرض و عمروها أكثر مما عمروها ، و كذبوا برسالة الله لما جاءتهم .

إن الناظر البسيط الساذج سيظن ان تلك الحضارة لن تبيد أبدا ، و لكن من ينظرالى عواقب الأمور ، و يستدل بالظواهر عما وراءها من السنن الخفية ، فيرى في الحضارة مثلا جراثيم التخلف ، و الظلم ، و البغي ، و سحق الكرامات ، يعرف أنها حضارة هالكة في سنوات تطول أو تقصر حسب حجم الإنحراف فيها ، الا ان يغيروا ما بأنفسهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس