و له المثل الأعلى في السموات و الارض
هدى من الآيات ذكرنا السياق بآيات الحمد و التقديس التي ترتسم على محيا الخليقة مساء و صباحا ، و أنى قلبت وجهك في السموات و الارض بصرت تسبيحا لله و سمعت حمدا . و تأتي آيات هذا الدرس تبيانا لتلك الحقيقة من خلال واقع الانسان نفسه ، حيث يخرج الله الحي من الميت و الميت من الحي ، و نرى من حولنا تقلب الأشياء بين الحياة و الموت ، لنهتدي إلى قدرة الرب الواسعة ، و نؤمن بيوم البعث .
و حياة الانسان ابتدأت بخلقه من التراب ، و انتشاره - بإذن الله - في الأرض ، و أعظم ما حفظ الله به نسل البشر الزواج حيث خلق الزوجين و جعل بينهما مودة و رحمة ، ومن أبرز سنن الحكمة التي نظم بها حياة البشر فوق هذا الكوكب اختلاف السنة الناس و ألوانهم ( حسب الحاجات المتباينة و التي تتكامل في وحدة منسقة ) ليتعارفوا ، و من أهم النظم الحياتية التي أجراها الرب لحفظ البشر المنام بالليل و النشاط من أجل الرزق ( فسكون الليل يمهد لحركة النهار ، و الله يباركفيها للبشر ) ، و من أعظم نعم الله على البشر التي حفظ بها حياته على البسيطة نعمة الماء الذي ينزله من السماء ، فيحيي به الأرض .. أو ليس كل ذلك آيات تهدينا إلى اسماء ربنا الحسنى و إلى قدرته و رحمته و حسن تدبيره ؟ بلى . و لكننا بحاجة الى التفكر و العلم والسماع و العقل حتى نهتدي بهذه الآيات الى معرفة الرب و صفاته .
|