فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الشرك بين التبرير الثقافي و الآثار الاقتصادية
هدى من الآيات

بعــد ان يبيــن القرآن أثر الشرك في الدرس الماضي ، حيث ان الشرك يبث الخلاف ، و يكرس الصراع ، و يفرق الديانات ، ينسق في هذا الدرس أساسين يعتمد عليهما المشركون .

الاول : التبرير الشرعي للشرك ، و ذلك بالاعتقاد بان ربنا سبحانه قد خول هذه الفئة أو تلك بشؤون الدنيا أو الدين ، من دون اقامة دليل صادق على هذا الادعاء .

الثاني : التبرير الاقتصادي بزعم ان الأنداد يملكون للناس رزقا ، و يعالج السياق خلفية هذا الزعم النابع من الجهل بالله ، و القنوط من روحه عند الضراء ، و الكفر بفضله - غرورا - في السراء .

و هكذا يعيش الانسان بين خطرين :

الرجاء المفرط حال النعمة ، و اليأس القاتل عند البلاء ، بينما الرجاء و اليأسيجب ان يتعادلا عند الانسان .

و لإكمال بيان جوانب الموضوع يشير السياق الى البعد الإقتصادي للصورة ، مقارنا بين المجتمع التوحيدي و المجتمع الشركي .

يستوحي ربنا من هذه الآية فكرة نجدها في الآيتين التاليتين ، و هي : ان الانسان الذي ينفق في سبيل الله سيضاعف له الأجر ، فيما ذلك الانسان الذي يأخذ الربا اضعافا مضاعفة لن يربو عند الله ، ذلك لان الذي ينفق ماله في سبيل الله يعلم بأن الله سيعوضه خيرا منه ، بينما المرابي لا يثق بالله ، و لا يتحرك كما أمره الله بأن يشد عضده بأخيه المسلم .

بعد ذلك يذكرنا سبحانه بانه هو الرازق لمن خلق ، و انه يحيي و يميت ، فهل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء ؟! سبحانه و تعالى عما يشركون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس