فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


لماذا سخر الله الخليقة للانسان
هدى من الآيات

بعد ان يذكرنا الله سبحانه هنا بنعمه التي أسبغها علينا يستأدينا الشكر عليها ، و يذكرنا بأن من الناس من يأكل رزق الله ، و يعبد غيره ، لأنهم لا يتبعون حجة حقيقية ، و لا بصيرة سليمة ، فلا علما ، و لا هدى و لا كتابا منيرا ، بل يتبعون آباءهم دون ان يعرفوا بأنهم ايضا يتأثرون بعوامل الغواية و الانحراف ، فالشيطان الذي يضل الأولاد هو نفسه الذي يضل الآباء و لا تصبح الضلالة هدى إذا اتبعها الآباء .

ثم تبين الآيات بان الشكر الحقيقي هو التسليم المطلق لله تعالى ، لأن الهدف الأسمى من نعم الله هو أن يعبد الانسان ربه : " و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون " و ان تكون علاقته بالناس من خلال هذه النعم هي الاحسان و العطاء ، و هذا ما تؤكده هذه السورة الكريمة ، و اذا ما توفرت هاتان الصفتان في البشر فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا تنفصم .


اما الكفار فان كفرهم يعود اليهم بالضرر العظيم حيث يخبرهم الله بعد عودتهم اليه بما عملوا من ظاهر العمل و نياتهم ، أوليس ربنا عليما بذات الصدور ؟!

و على المؤمن الا يحزن عليهم لأن متعة هؤلاء في الدنيا قليلة و عذابهم في الآخرة غليظ .

و يذكرنا السياق بأسماء ربنا لنزداد إيمانا و شكرا ، و يبين عشرة من اسماء الله سبحانه بشواهدها الظاهرة و أولها : أنه الخالق لما في السموات و الارض ، و ان الحمد كله له بالرغم من أن اكثرهم لا يعلمون .

الثاني : انه سبحانه الغني . اوليس يملك ما في السموات و الارض ، و الثالث : انه الحميد في غناه .

و الرابع و الخامس : أنه - تعالى اسمه - عزيز حكيم و شواهد عزته ، و كلمات حكمته لا تحصى ، حتى ولو كانت الاشجار أقلاما و البحار مدادا .

و في الدرس القادم يذكرنا السياق بان ربنا هو السيمع العليم ، و انه هو الخبير و العلي الكبير .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس