فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
[25] اجتمع الاحزاب و جاؤوا بخيرة فرسانهم ، و كان ذلك لهدفين :

1- التشفي من الاسلام و الرسول و المسلمين ، من الاسلام باعتباره يناقض أفكارهم و معتقداتهم ، و من الرسول لأنه زعيم الاسلام ، و القيادة المضادة لهم ، و من المسلمين لخروج اكثرهم عن طاعتهم ، و لما لحقوا بهم من هزائم في غزوات سابقة كغزوة بدر .

2 - الانتصار و جمع الغنائم من المسلمين ، سواء كانت الغنائم أموالا أو أناسا يسترقونهم ، و عمـوما فإن المشركين كانوا يشعرون بأن المدينة - بعد هجرة الرسول اليها - خرجت من تحت سيطرتهم ، فلعلهم كانوا يرجون التمكن منها و اعادتها من جديد لنفوذهم .

و لكن الله أنعم على المسلمين حينما أفشل خطط العدو ، فلم يصل الى اهدافه من جهة ، و من جهة أخرى حينما نصر المؤمنين دون قتال أو خسائر و تضحيات .

[ و رد الله الذين كفروا ]

دون ان يحققوا أهدافهم منهزمين .

[ بغيظهم ]


و حقدهم الذي لم يشفوه ، و من دون غنائم .

[ لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا ]قويا اذ رد الكفار منهزمين مع كثرتهم ، و عزيزا اذ نصر المؤمنين ، فلو لم ينصرهم في حرب الأحزاب لصاروا أذلة امام الكفار ، و لزالت هيبتهم .

[26] و من فوائد حرب الاحزاب أنها كشفت أعداء الرسالة الحقيقتين ، و جرت المسلمين الى حرب كان الانتصار حليفا لهم فيها مع بني قريضة .

[ و أنزل الذين ظاهروهم ]

أي أعانوا الكفار على المسلمين .

[ من أهل الكتاب ]

و هم يهود بني قريضة .

[ من صياصيهم ]

حصونهم و قلاعهم .

[ و قذف في قلوبهم الرعب ]

و كان الرعب من الآيات التي نصر بها الرسول (ص) في حروبه ضد الاعداء ، و لا ريب ان الهزيمة المعنوية و النفسية تنتهي الى الهزيمة العسكرية ، فالرسول يصبح الحاكم المطلق للجزيرة ، يهابه الجميع ، و يخافون سطوته لأنه يعبئ جيشا لمحاربةالروم - الدولـــة العظمى في ذلك العصر - و في غزوة أحد حينما ينهزم المسلمون عسكريا ، ينزل الوحي على النبي (ص) بان يجمع المجروحين من جيشه ، و يلاحق العـــدو ، فاذا بهم يحسبونه جمع جيشه من جديد لحربهم ، فينهزمون بعد الانتصار بسبب الرعب .

و هكذا كان مصير بني قريضة الذين زعموا بأن الرسول ضعيف لانه لم يحارب قريش و احزابها ، و لكنهم سرعان ما وجدوا المسلمين يحاصرون حصونهم ، فانهزموا و كانت هزيمتهم بعامل الرعب لا بالسلاح .

[ فريقا تقتلون و تأسرون فريقا ]

و ذلك في قصة مفصلة سنتعرض لذكرها في عقب الآية القادمة .

[27] [ و أورثكم أرضهم ]

أرض اليهود .

[ و ديارهم ]

الحصون و البيوت .

[ و أموالهم ]

اشارة الى الممتلكات المادية التي غنمها المسلمون منهم .

[ و أرضا لم تطئوها ]

بالرجال و الخيل - تعبيرا عن الحرب - انما أخذها المسلمون بالحصار .


[ و كان الله على كل شيء قديرا ]

و هــذا مما يعزز ثقة المؤمنين بربهم ، و هو شعورهم بانه صاحب الإرادة المطلقة ، و لا ريب ان الذي يحس بانه مدعوم من قوة لا متناهية سوف يزداد تسليما لها ، و اطمئنانا لوعدها ، و استقامة على هداها .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس