فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و كان الله على كل شيء رقيبا
هدى من الآيات

تتناول آيات هذا الدرس الحديث عن العلاقة الزوجية عند الرسول (ص) و بعض محدداتها ، و قبل الدخول في تفاصيل الآيات هناك ملاحظتان :

الأولى : ان وجود آيات في القرآن الحكيم تنهى الرسول عن بعض الأمور دون الأخرين ، أو تفرض عليه واجبات من دونهم ، أو تزجره على بعض أفعاله ، و تكشف بعض ما اخفاه ، كما في زواجه بزينب بنت جحش ، كل ذلك يدل على ان القرآن ليس من عند الرسول نفسه ، و انما هووحي من الله له ، فلحن القرآن ، يهدينا الى أن المتكلم غيره ، اذ لو كان هو المتحدث لما تكلم على نفسه بزجر أو نهي .

الثانية : توجد في القرآن كما في الأحاديث بعض الاحكام الخاصة بالرسول ذاته ، كوجوب صلاة الليل عليه ، و جواز زواجه باكثر من أربع ، و بمن تهب نفسها له ، و خصائص أخرى رفعها بعض العلماء الى أكثر من سبعة عشر خصيصة ، و معان هذه الأمور لا تنسحب الى غير الرسول (ص) حتى اذا كان من القيادات الاسلامية ، الا ان ذلك يدل على أن بعض الامور تخص القائد بصورة مجملة ، و ينبغي للجميع معرفتها و مراعاتها ، و من أهم هذه الأمور هو الوقت الهام عند القيادة .

فبالرغم من أن جميع الأفراد يعتقدون بضرورة القرب من القيادة باعتبارها نقطة الحزم ، و قطب الرحا الاجتماعية ، ألا انهم يجب أن يعرفوا بأن للآخرين من أبناء المجتمع و الأقرباء كما القائد نفسه حقا في وقته ، فيجب أن لا يطيلوا الجلوس عنده بعنوان الإستفادةمن علمه و تجاربه الا بمقدار الحاجة و الضرورة ، و ذلك ليتسنى له التفرغ لسائر الأعمال التي تعود على الجميع بالنفع و الفائدة .

و تنبع أهمية هذا الأمر من أن القائد الذي يصرف أوقاته في قضايا لا طائل منها سوف لـــن يجد وقتا يصرفه في الأمور القيادية الهامة ، كالمطالعة ، و التفكير ، و المبادرة ، و وضع الخطط ، مما يضعف قيادته ( قراراته و خططه ) الامر الذي يعود على الجميع بالضرر، و من هذا المنطلق نهى الله المؤمنين ان يدخلوا على الرسول الا بإذن مسبق ، ثم إذا جلسوا اليــه فواجبهم ان لا يطيلوا استئناسا للحديث معه ، او انتظارا للطعام ، و مع ذلك لابد من التأكيد على أهمية الجانب الجماهيري في القيادة ، و انه من الخطأ ان تنفصل عنالناس .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس