الصلاة على النبي [56] في سياق الحديث عن عظمة الرسول و الاحكام التي يتميز بها يدعو الله المؤمنين الى الصلاة عليه ، و التسليم لقيادته ، فلا يكتمل علاج المحيط الاجتماعي الا من خلال الصلاة على الرسول (ص) و التسليم له ، فما هو معنى الصلاة على النبي ؟
لعل اصل معنى الصلاة هو التعطف و الترؤف - كما ذكرنا آنفا - أما الصلاة على النبي فهي الدعاء الى الله بأن يرحمه ، و يرفع درجته ، و يبلغه المقام المحمود الذي وعده ، أما صلاة الله على نبيه ، فبالنسبة الى الله تأخذ الكلمات غاياتها و تترك مبادئها ، فحينمانقول بان الله يحب ، و يبغض ، و ينتقم ، فليس المعنى انه تطرأ عليه هذه الحالات - سبحانه - فتغير فيه شيئا كما تغير في نفوسنا و اجسامنا ، انما تصدق على الله الغايات منها ، فعطفه على الانسان هو هدايته له ، و انعامه عليه ، و صلاته على نبيه ، انه يستجيب الدعاء في حقه ، و بسببه .
و صلاة الملائكة على الرسول (ص) تعني الدعاء له عند ربهم ، و تأييد تابعية ،(1) تفسير جوامع الجامع / ص 377
اما صلاة المؤمنين التي وجبها الرب علينا في صلواتنا ، و ندب اليها في كل وقت ، و بالذات عند ذكره - صلى الله عليه وآله - فهي تعني الدعاء له ، و التقرب الى مقامه الكريم ، و من أبرز الحكم فيها :
أولا : تصحيح عقيدة المسلم ، ففي الوقت الذي يجب ان يعظم المسلم نبيه (ص) لا يجوز ان يغلو فيه فيمرق من الدين ، بلى . يكرمه من خلال الدعاء الى الله سبحانه لتبقى صلته الاولى بربه ، و من خلال توحيد الله ، و حبه الشديد يكرم المسلم الرسول و يحبه ، وفي ذاتالوقت تبقى علاقته بالرسول وسيلته للتقرب الى الله ، و من دون التسليم له و لمن أمر الرسول باتباعه ، و من دون حب الرسول و حب من أمر بحبهم لا يمكن ان يتقرب المسلم الى ربه . هكذا تحمل كلمات الصلاة على الرسول و آله إطار العقيدة الاسلامية ، و تعنــي المزيدمن التقرب الى الله و لكن بالرسول ، و المزيد من حب الرسول ، و لكن في الله .
ثانيا : ان ذلك حق علينا تجاه الرسول الذي أجهد نفسه من أجل البشرية ، و تحمل الأذى في سبيل هدايتها ، حتى قال (ص) :
" ما أوذي نبي قط بمثل ما أوذيت "
و أبرز شكر نقدمه للنبي (ص) على ما نملك اليوم من الهداية و الخير ، اللذان كانا بسببه ، يكون بالصلاة عليه ( الدعاء له ) .
ثالثا : ان صلاتنا عليه يعود علينا بالنفع و الخير ، كما جاء في الدعاء للمؤمن ، ففي الحديث قال الامام الصادق (ع) :
" دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب يسوق الرزق ، و يصرف عنه البلاء ، و يقول له الملك : لك مثلاه " (1)(1) بح / ج 93 - ص 388
و حينما ندعو الله للرسول ان يرفع درجته من الناحية المعنوية و المادية فانا ايضا ترتفع درجاتنا كتابعين له .
جاء في الحديث الماثور عن الرسول (ص) :
من صلى علي صلى الله عليه و ملائكته ، فمن شاء فليقل و من شاء فليكثر " (1)ان الرسول هو قائدنا في الدنيا و الآخرة ، فكلما ارتفعت درجته ، و علا مقامه ، فان درجات المؤمنين به ترتفع و تعلوا ، جاء في حديث مأثور عن الامام الصادق (ع) :
" ان رجلا أتى النبي فقال : يا رسول الله أجعل لك تلك صلاتي ، لا بل اجعل لك نصف صلاتي ، لا بل أجعل كلها لك ، فقال رسول الله اذا تكفى مؤنة الدنيا و الآخرة " (2)و في رواية :
" ان رسول الله جاء ذات يوم و البشرى ترى في وجهه ، فقال النبي : انه جاءني جبرئيل ، فقال : اما ترضى يا محمد ان لا يصلي عليك احد من أمتك صلاة واحدة إلا صليت عليه عشرا ، و لا يسلم أحد من أمتك الا سلمت عليه عشرا " (3)و حتى في الدنيا فانه كلما ارتفعت درجته (ص) كلما ارتفع شأن المسلمين جميعا .
(1) تفسير البصائر / ج 32 - ص 628
(2) المصدر
(3) المصدر
رابعا : ان الصلاة على النبي (ص) من وسائل استجابة الدعاء ، وقد يدعو العبد ربه ألف مرة فلا يستجيب له حتى يصلي على محمد (ص) يبدأ بها و يختم .
قال الرسول (ص) :
" صلاتكم علي اجابة لدعائكم ، و زكاة لأعمالكم " (1)و قال الامام علي (ع)
" لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد و آل محمد " (2)و قال الامام الصادق (ع) :
" من كانت له الى الله عز و جل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد و آله ، ثم يسال حاجته ، ثم يختم بالصلاة على محمد و آل محمد ، فان الله أكرم من ان يقبل الطرفين و يدع الوسط ، إذ كانت الصلاة على محمد و آل محمد لا تحجب عنه " (3)امـــا عن الهدف المباشر لهذه الصلاة فهو التسليم للرسول ، و إتخاذه أسوة و إماما ، و قد أفرد العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار بابا خصصه لتفسير هذه الآية الكريمة . (4)[ ان الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ](1) بح / ج 94 - ص 54
(2) بح / ج 93 - ص 311
(3) المصدر / ص 316
(4) راجع بح / ج 2 - باب 26 - ص 199 و ما بعدها .
و كم هو عظيم ان يستجيب العبد المؤمن الى ربه بالصلاة على النبي (ص) لينتمي الى حزب الله الذي يضم الملائكة المقربين ، و لكن ليس كل صلاة تحقق له هذا الانتماء ، انما التي يتلفظها بلسانه ، عارفا بحدودها في عقله ، مسلمة لها نفسه ، خاضعة لها جوارحه ، فإذاسمع الخطيب يقول : قال رسول الله (ص) يجب ان يصلي عليه بلسانه ، و يستوعب الصلاة بمعرفته ، و يستعد لتطبيقها بنفسه ، ثم ينطلق من عنده للعمل وفقها و بما تقتضيه ، و من الناحية النفسية الذي يدعو لآخر في غيابه فانه سيحبه حتى لو كانت بينهما عداوة ، ذلك ان الدعاء يلين جانب الداعي للطرف الآخر من جهة ، و من جهة أخرى يشعر المدعو له بالميل و من ثم المحبة ، حتى ولو لم يفعل شيئا غير الدعاء ، لأن للقلوب عليها شواهد ، و لأن النفوس جنود مجندة ، تتألف غيبيا كما تتألف شهوديا .
و نحن عندما نصلي على رسول الله فان حبه و احترامه يسمو في قلوبنا الى ان نصير محبين له ، مما يسهل علينا طاعته ، و التأسي به ، و قد قرأت في علم النفس : انه و بعد التجــارب العديدة ثبت ان الحق أقوى عامل للطاعة ، و ان الطفل - على سبيل المثال - اكثر ما يطيع أمه حبا لها ، لا خوفا منها ، وفي المقابل تقدم الام لطفلها الحنان و العطف و التضحيات لانها تحبه .
[57] ان الذي يبتعد عن رسول الله (ص) يبتعد عن رحمة الله و هؤلاء هم الذين يؤذون رسول الله ، سواء بالنيل من شخصيته أو بأذى ذريته أو بمخالفته أو ما اشبه .
وفي أكثر من مناسبة قرنت طاعة الله بطاعة رسوله ، و هنا نجد ان السياق يذكر أذى الله قبل أذى الرسول للتأكيد بأن الموقف من الرسول يحدد الموقف من رب العالمين ، فمن آذى الرسول فقد أذى الله .
[ إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الأخرةو أعد لهم عذابا مهينا ]
و هؤلاء بدل الصلاة على النبي و آله المفروضة عليهم تراهم يؤذون النبي في نفسه أو في أهل بيته أو في التابعين له ، فتلحقهم لعنة الله في الدنيا بالابتعاد عن بركاته ، و في الآخرة بالحرمان من شفاعة الرسول (ص) .
و نستوحي من الآية فكرة هامة و هي : ان الأمة التي تؤذي القيادة الرسالية بمخالفتها ، و الاستهانة بها تعذب في الدنيا و الآخرة ، بينما الأمم التي تعودت على الخضوع لقيادة الحق تكون أعز و أعظم شأنا في الدنيا و الآخرة .. و واضح من واقع الامة الاسلامية انها حين التزمت بالطاعة للقيادة الرسالية في مطلع فجرها صارت أعز الأمم و أفضلها ، أما حين نبذت أئمة الحق انحرفت مسيرتها نحو الدمار و التخلف .
[58] و لان ثمة أناس لا يستطيعون النيل من الرسول ، فانهم يحاولون المس بكـرامة المؤمنين ، و قد تعرض السياق لأذى المؤمنين ، مؤكدا بانه ينتهي الى العذاب أيضا ، و لا ريب ان من يؤذي اتباع الرسول - نساءا أو رجالا - فانه يؤذي نفس النبي ، و بالتالي يؤذي الله .
و لقد ثبت في التاريخ : ان أبا طالب - والد الامام علي (ع) - كان من أرفع المؤمنين درجة ، و اقربهم الى النبي (ص) و قد سمى الرسول العام الذي توفي فيه أبو طالب (رض) بعام الاحزان ، و كيف لا وكان له بمنزلة الأب الحنون ؟! و لكن أقحمت بعض الروايات الملفقةحوله في كتب التاريخ بهدف اسقاط شخصيته .
و حينما ندرس خلفيات هذه الروايات نجد ان هدفها النيل من بطل الاسلام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) ذلك ان مروجيها لم يجدوا نقصا في شخصيةالامام فانتقصوا والده ، و الملاحظ ان هذه المرويات انتشرت أيام بني أمية الذين بنوا سلطتهم على الحقد الدفين للإمام علي وأهل بيته عليهم السلام .
[ و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا ]انما بالافتراء المحض ، و التهم الكاذبة .
[ فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا ]
و البهتان هو التهمة التي لا واقع لها ، و اذ يصف القرآن أذاهم بذلك فلكي يرفع التهمة أولا عن المؤمنين ، اما الاثم المبين فهو الذنب التام الذي يمارسه صاحبه عن وعي و عمد ، و جاء في الاثر عن الامام الرضا عليه السلام انه قال :
" من بهت مؤمنا أو مؤمنة ، أو قال فيه ما ليس فيه أقامه الله تعالى يوم القيامة على تل من نار حتى يخرج مما قاله فيه " (1)و روي عن الامام الصادق (ع) انه قال :
" اذا كان يوم القيامة نادى مناد : اين الصدود لاوليائي ، فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم ، فيقال : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ، و نصبوا لهم ، و عاندوهم و عنفوهم في دينهم ، ثم يؤمر بهم الى جهنم " (2)[59] [ يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ](1) تفسير نمونه / ج 17 - ص 424
(2) نور الثقلين / ج 4 - ص 306
و الجلباب هو العباءة ، و انما أمر الله المؤمنات بتثبيت العباءة لأنهن و هن يلبسنها قد لا يراعين الألبسة التي تليها ، فقد تكون مما لا يليق ظهوره للآخرين ، ويبين القرآن ان الهدف الأهم من وراء هذا الفرض :
[ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفورا رحيما ]و المعرفة هنا تحتمل أحد تفسيرين :
1 - ان يعرفن من بين النساء ، انهن ينتسبن الى رسول الله او الى فلان من المؤمنين ، فيؤذين إمعانا في الأذى لذلك الطرف ، سواء بالكلام البذيء أو غيره .
2 - ان تعرف مفاتنهن و زينتهن مما يسبب الأذى لهن ، و الملاحظ أن قسما من المؤمنات لا يراعين كيفية الحجاب تماما ، و لكن ليس بهدف الافساد ، انما لعوامل تربوية و ثقافية سلبية ، أو لقلة الوعي الديني ، فيؤدي ذلك الى اثارة بعض ابناء المجتمع ، الذين قد تنتهي اثارتهم الى الاعتداء .
و عن هذه الآية جاء في تفسير القمي : انه كان سبب نزولها : ان النساء كن يخرجن الى المسجد و يصلين خلف رسول الله (ص) فاذا كان بالليل و خرجن الى صلاة المغرب و العشاء الآخرة ، يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذنهن ، و يتعرضون لهن . (1)و قد عبر القرآن بكلمة " نساء " في عطفه الحديث عن المؤمنين على أمره رسول الله (ص) دون التعبير بـ ( زوجات المؤمنين و بناتهم ) لما في كلمة نساء من ظلال خاص يشمل من جهة الزوجات و البنات ، و يشير الى الحد الشرعي للحجاب ، فوجوبه على الانثى لايكون الا اذا بلغت مبلغ النساء عرفا شرعا .
(1) نور الثقلين / ج 4 - ص 307
[60] ولان مشكلة الحجاب ذات طرفين ، فانا نجد السياق في الوقت الذي يفرضه على النساء يزجر الرجال عن ايذائهن ، لانه كما يجب على المرأة الحجاب يجب على الرجل غض البصر ، و هنا نجد السياق حادا مع المنافقين ، و الذين في قلوبهم مرض ، و المرجفون ( و هم الذينيذيعون في البلد الاشاعات الكاذبة ) .
يقول تعالى :
[ لئن لم ينته المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و المرجفون في المدينة ]و كل هؤلاء تجمعهم السلبية الاجتماعية ، و الذاتية ، فالمنافق يعيش بشخصيتين الاولى مع المجتمع و الرسالة و هي الظاهرة ، و الثانية ضدهما و هي الباطنة ، أما مريض القلب فهو يعيش العقد ، و مختلف الامراض النفسية ، التي يبحث عن متنفس لها ، و دائما ما يكونتنفيسه هو التشفي من ابناء المجتمع ، اما المرجف فان طبيعته تضعيف النفوس ، و بث الوهن و الخوف في صفوف المجتمع ، عبر اشاعة الفواحش و الأخبار السلبية فيه ، و يبدو أن هذه الآية تأول معنى الأذى في الآية السابقة ، فهؤلاء هم الذين يؤذون المؤمنين .
ولابد للمجتمع و القيادة الرسالية من مواجهة هذا القطاع من الناس حتى تستمر مسيرته التصاعدية ، و نهاية هذا الدرس يحدد الموقف السليم من هؤلاء ان لم يرتدعوا بالانذار .
[ لنغرينك بهم ]
نحرضك عليهم لاخراجهم من المدينة ، و تطهير المجتمع من رجسهم .
[ ثم لا يجاورونك فيهآ ]
في المدينة .
[ إلا قليلا ]
ان أبعاد هؤلاء عن المجتمع ، و بالتالي عن التاثير فيه أمر مهم ، لأن من طبيعتهم الافساد ، فلا حل معهم الا الإجتثاث الجذري ، حتى لا ينفثوا سمومهم ، أو يتوسعوا ليكونوا لهم خطا انهزاميا سلبيات في المجتمع ، و يبدو أن نزول هذه الآية - و عموما سورة الأحزاب - بعد استئصال الخطر الآتي من مشركي قريش ، و يهود المدينة يدل على ان اهتمام المسلمين انعطف نحو تصفية الحسابات الداخلية ، خصوصا مع المنافقين الذين كانوا يقومون بأدوار خبيثة ضد المجتمع الاسلامي .
و نستوحي من ذلك أمرين :
أولا : حينما تعجز القوى المعادية عن كسر شوكة المسلمين تحاول التأثير عليهم داخليا بإثارة المنافقين و ضعاف النفوس .
و لعل الأعداء فعلوا مثل ذلك بعد انهزامهم في الأحزاب ، مما دفع بالمسلمين لمواجهة الوضع بقوة و حزم .
ثانيا : حينما ينتصر المسلمون في جبهة خارجية عليهم ان يستثمروا انتصارهم في تقوية جبهتهم الداخلية ، و تطهير صفوفهم من المنافقين ، و لكن بعد الانذار و فتح المجال للتوبة أمامهم .
[61] و حينما يبعد هؤلاء الى مدينة أخرى يفقدون حماية المسلمين ، فيحيط بهم الخطر .
[ ملعونين أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا ]
و هنا حكمان حكم بالابعاد ، و آخر بالقتل ، و اختلف المفسرون فيها ، و لعل الإبعاد هو مقدمة قتلهم ، و قال البعض ان القتل يشمل من لم يخرج منهم .
[62] و هذا القضاء قانون إلهي لابد من تطبيقه في كل مكان و زمان ، لانه يرتبط بثوابت الحياة و قوانينها العامة ، و هذا الفريق من الناس - هو الآخر - لا يختص بعهد رسول الله (ص) و حسب ، انما وجد في العهود السابقة و سيبقى سنة جارية في اللاحقة ايضا .
[ سنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلا ]و في الحديث عن علي بن ابراهيم : انها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول الله (ص) اذا خرج في بعض غزواته يقولون : قتل و أسر ، فيغتم المسلمون لذلك ، و يشكون الى رسول الله (ص) فانزل الله عز وجل في ذلك : " لئن لم ينته المنافقون و الذين في قلوبهم مرض " اي شك " و المرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا " اي نأمرك باخراجهم من المدينة الا قليلا " (1)(1) نور الثقلين / ج 4 - ص 307
|