بل هو الله العزيز الحكيم
هدى من الآيات كثيرة هي الآيات القرآنية التي تنسف الافكار التبريرية و غيرها ، مما يحول بين الانسان و السعي ، فالحق و بالذات في كلياته العامة واضح كالشمس إلا أن الهوى يحجبه عن عقل الانسان ، و لكي تبرر النفس البشرية تثاقلها عن تطبيق الحق و انحرافها عنه فانها تلجأالى الأفكار الباطلة ، ولابد لمن يريد العودة الى الرشاد من نسف هذه الأفكار ، و رفع تلك الحجب ، لكي يتصل عقله اتصالا مباشرا بالحق ، و هذا من أهم أهداف الآيات القرآنية ، إذ نجدها تبطل الأفكار التبريرية الواحدة تلو الأخرى ، فاذا بها تجابه فكرة شفاعة الأنداد ببيان حقيقة التوحيد ، و تنسف فكرة الإطمئنان الى الدنيا بان الدنيا مرحلة بسيطة في حياة البشر ، و تبطل الجبر بتأكيد ارادة الانسان و مسؤوليته .
و أول ما يعالجه هذا الدرس - الذي جاء لينقض جانبا من الثقافة السلبية - هو فكرة الحتمية ، فالكثير من الناس يسعون لتبرير واقعهم المنحرف ( السياسي )كخضوعهم للسلطات الجائرة و مؤسساتها ، أو ( الاجتماعي ) كاستجابتهم لضغوط الاباء و المجتمع أو ( الاقتصادي ) كاستجابتهم للنظم الاقتصادية الفاسدة و ما أشبه بفكرة الجبر و الإكراه ، واذا أراد البشر تحدي حتمية اتباع إبليس ، و من يجسده في الدنيا ، فعليه ان يتسلح بالايمان بالآخرة ، لأنه يعلو به على الحتميات ، فلو هدده الطاغوت بالقتل اذا لم يتحول الى عميل له ، و عبد يسعى في خدمته و أهدافه ، و لقال : " انا إلى ربنا منقلبون " و اذا توعده بالسجن قال : " السجن أحب إلي مما يدعونني اليه " و هذا المنطق هو الذي جعل السحرة يستقيمون أمام جبروت فرعون و ظلمه .
|