هل يجزون الا ما كانوا يعملون
هدى من الآيات بعد ان نسف السياق التبريرات التي يحتمي بها المجرمون هربا من المسؤولية ، ابلغهم ان الرسول (ص) جاء مبشرا و منذرا لهم جميعا ، فالناس أمام مسؤولياتهم شرع سواء ، و ان وعد الله بالجزاء آت ، و ان لكل أمة أجلا هو بالغوه ، ولن يؤخر عنهم اذا جاءهم لحظة واحدة ، كما لا يتقدم أجلهم باستعجالهم .
و حيـــن تحدى الكفار الرسالة ، و قالوا : لن نؤمن بها ولا بالذي سبقها من الكتب ، انذرهم الرب أنهم سوف يندمون يوم الجزاء الأكبر ، حين يرون العذاب ، و توضع الاغلال في اعناق الذين كفروا جزاء بما كانوا يعملون ، و هنالك لا ينفعهم التبرير الذي يتوسلون بهاليوم حين يلقــي المستضعفـــون ( التابعـــون ) المسؤوليــة على المستكبرين ( المتبوعين ) .
و يبين السياق فساد هذا التبرير عندما يصور الحوار الساخن بينهما ، حين يرجعبعضهم الى بعض القول فيقول المستضعفون : أنتم كنتم السبب في ضلالتنا ، فيتبرأ من ذلك المستكبرون ، و يقولون : انكم كنتم مجرمين بأنفسكم ، ولا يسع المستضعفون آنئذ إلا القاء اللوم على الزمن فيقولون : بل مكر الليل و النهار ، اذ يأمروننا بالكفر .
|