فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه
هدى من الآيات

في سياق تفنيد التبريرات التي يتشبث بها الانسان للتهرب من مسؤولياته تبين الآيات ضلالة الاعتماد على المال و الثروة ، فما من قرية أرسل الله فيها منذرين الا و ادعى مترفوها بأنهم الأولى بالقيادة ، لأنهم يملكون الثروة ، فهم في زعمهم مرضيون عند ربهم ، ولا يمسهم العذاب .

و ينسف القرآن هذه الفكرة مرتين :

مرة حينما يذكرنا بأن ثروة هؤلاء ليست من أنفسهم ، بل هي من عند الله ، و مرة أخرى عندما يبين لنا بان مقياس رضى الرب عن الانسان ليس ما يملك من الثروة ، فرب غني بغيض عند ربه ، و رب فقير مرضي عنده ، انما الثروة كما السلطة و القوة و سائر النعم الالهية وسائل لابتلاء الانسان و اختباره في الدنيا .


ثم يوجهنا السياق لاتخاذ الثروة سبيلا لمرضاة الخالق باستخدامها الصحيح ، و انفاقها في سبيله ، كما يؤكد ذلك بأن ما يعطيه الانسان في سبيل الله يخلف له بزيادة الخير في الدنيا ، و بالجنان في الآخرة ، ثم بأن ما يملكه الناس انما هو من الله و ليس من عند أنفسهم .

ثم تعالج الآيات فكرة عبادة الأولياء - كالملائكة ، و الجن ، و الصالحين - من دون الله ، و ذلك عبر حوار بين الله و ملائكته ، اذ يسألهم : هل كان هؤلاء يعبدونكم ؟ فتنفي الملائكة ذلك ، و تستغفر الله خوفا و رهبة مما يدعيه الناس عنهم اما عن هدف هذه العبادة فهو التهرب من المسؤولية ، و الزعم بان الملائكة سوف ينقذونهم من نار جهنم ان هم عبدوهم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس