بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة على أشرف الرسل محمد المصطفى، وعلى آله مصابيح الدُّجى.
وبعد: فهذا هو الجزء الثاني من كتاب (عليّ في القرآن)،الذي جمعت فيه من كتب العامة ما ورد في شأن أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه الصلاة السلام) من آيات القرآن الكريم، التي بلغت زهاء سبعمائة آية.
وإذا أحصينا آيات القرآن الواردة بشأن كل أحكام الإسلام من صلاة وصيام، وزكاة وخمس، وحج وجهاد، وبيع وربا، ونكاح وطلاق ومواريث، وسائر الأحوال الشخصية وهكذا العقوبات الإسلامية إلى غيرها لرأينا كلها بمجموعها تكون زهاء خمسمائة آية كريمة في القرآن...
إذا علمنا ذلك، نعرف مدى اهتمام القرآن بشأن الإمام أمير المؤمنين، علي (عليه السلام) إذ أنزل فيه أكثر من كل آيات تشريعات الإسلام وأحكامه...
أضف إلى ذلك أولاً: إنّي لم أذكر الآيات الواردة بشأن علي (عليه السلام)، في كتب علماء الشيعة، ممّا لم أجد له ذكراً في كتب غيرهم...
وثانياً: إنّي لم أستوعب مصادر العامة بشأن ذلك بل ربما لم أتصفح العُشر منها في ذلك؛ لعدم توفرها لديّ عند جمعي لهذه الآيات.
فإذا أضيف هذا، وذاك إلى هذه الآيات، زادت الآيات عن الألف، بل وربما عن الألفين...
وإنني آمل أنْ يقيض الله تعالى من بعدي من يُكمل هذين الأمرين، ويضيفهما إلى كتابي هذا، ليكون أتمَّ ثباتاً لمن يوالي علياً (عليه السلام) وأكمل حُجّة على من لا يوالي علياً (عليه السلام)...
وحسبي لو بلغ مجهودي هذا رضا الله تعالى، من خلال قبول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ...
والله تعالى هو الذي أمر في القرآن الكريم بابتغاء الوسيلة إليه، حيث قال تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) المائدة/ 53.
وأخرج الحفّاظ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّ أئمّة الهدى ـ وسيّدهم علي (عليه السلام) ـ هم الوسيلة إلى الله
(1).
والله وليّ الهداية والقبول.