:: سورة لقمان

(وفيها آيتان)

1. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) / 8.
2. (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) / 22.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ).
لقمان/ 8
روى العلاّمة البحراني عن إبراهيم الأصفهاني ـ فيما نزل من القرآن في علي ـ (بإسناده المذكور) عن الحارث، قال: قال علي:
نحن أهل البيت، لا نقاس بالناس.
فقام رجل فأتى ابن عباس فأخبره بذلك فقال:
صدق علي، النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يقاس بالناس، وقد نزل في علي (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (1).
(وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ).
لقمان/ 22
روى العلاّمة البحراني عن ابن شهر آشوب ـ من طريق العامة ـ عن سفيان بن عنيية، عن الزهري، عن أنس بن مالك في قوله تعالى:
(وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وهو محسنٌ)
نزلت في علي:
كان أول من أخلص لله.
(وَهُوَ مُحْسِنٌ) أي: مؤمن مطيع.
(فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) قول لا إله إلا الله.
(وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ).
والله، ما قتل علي بن أبي طالب إلاّ عليها (2).

:: سورة السجدة

(وفيها ثلاث آيات)

1. (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ. (إلى) بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) / 18 ـ 19.
2. (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) / 24.

(أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)
السجدة/ 18 ـ 19
روى الواحدي في كتابه (أسباب النزول) بإسناده عن ابن عباس قال:
قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب: أنا أحد منك سناناً، وأبسط منك لساناً، وأملأ للكتيبة منك.
فقال له علي: اُسكت فإنما أنت فاسق.
فنزل قوله تعالى:
(أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ).
قال (ابن عباس):
يعني بالمؤمن علياً، وبالفاسق الوليد بن عقبة (3).

* * * * *

وروى السّيوطي، الشافعي، في تفسيره (الدرُّ المنثور) قال: وأخرج ابن إسحاق وابن جرير (بإسنادهما) عن عطاء بن يسار قال:
نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط (قال) كان بين الوليد وبين علي كلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً، وأحدُّ منك سناناً وأردُّ منك للكتيبة.
فقال عليٌّ (رضي الله عنه): اُسكت، فإنّك فاسق، فأنزل الله:
(أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ... الآيات كله) (4).

* * * * *

وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) (بإسناده المذكور) عن عطاء بن يسار قال:
نزلت سورة السجدة بمكة إلاّ ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة في علي، والوليد بن عقبة، وكان بينهما كلام (إلى أنْ قال): فأنزل الله فيهما:
(أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِق) إلى آخر الآيات الثلاث (5).

* * * * *

وروى هو أيضاً، قال: أخبرنا الجوهري (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال:
(قوله تعالى): (فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى) نزلت في علي (فَمَأْواهُمُ النَّارُ) نزلت في الوليد بن عقبة (6).

* * * * *

وروى (البلاذري) قال: حدثنا حريث (بإسناده المذكور) عن ابن عباس أنّ الوليد بن عقبة قال لعلي: أنا أسلط منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأربط جناناً، وأملأ حشواً للكتيبة، فقال علي: اُسكت يافاسق، فأنزل الله عزّ وجلّ:
(أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (7).

* * * * *

وأخرج نحواً من ذلك بعبارات متفقة المعنى ومختلفة في بعض الألفاظ، الكثير من المحدّثين، والأئمّة، والحفّاظ، وأرباب التاريخ، في كتب التفسير، والتاريخ، والحديث، (منهم) ابن جرير الطبري في تفسيره الكبير (8).
(ومنهم) الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (9):
(ومنهم) الفقيه الحنفي الموفّق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه (10).
(ومنهم) الحافظ (الشافعي) أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه (11).
(ومنهم) الحافظ (الشافعي) ابن كثير الدمشقي في تفسيره (12).
وآخرون.. وآخرون...
(وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أئمّة يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ).
السجدة/ 24.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالى:
(وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أئمّة يَهْدُونَ بِأَمْرِن).
(قال): جعل الله لبني إسرائيل بعد موت هارون وموسى من ولد هارون سبعة من الأئمّة، كذلك جعل من ولد علي ستة من الأئمّة فيكونون مع علي سبعة خلفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ثم اختار بعد السبعة من ولد هارون خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر نقيباً، كما اختار بعد السبعة من خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) خمسة فجعلهم تمام الاثني عشر (13).
وأخرج السّيوطي (الشافعي) في كتابه المخطوط (الأنافة في رتبة الخلافة) قال: وأخرج البخاري في التاريخ والنسائي والطيالسي والبزار، وأبو يعلي عن أنس: أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال:
(الأئمّة من قريش) (14).
قال السّيوطي: وأخرج الطبراني، عن عبد الله بن خطب، قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال:
(ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): فإنّي سائلكم عن اثنين: عن القرآن وعن عترتي، ألا لا تقدموا (عليهم) فتضلوا، ولا تخلفوا عنها فتهلكوا) (15).


(1). غاية المرام/ ص327.
(2). غاية المرام/ ص434.
(3). أسباب النزول/ ص263.
(4). الدر المنثور/ ج2/ ص178.
(5). شواهد التنزيل/ ج1/ ص450 ـ 452.
(6). شواهد التنزيل/ ج1/ ص450 ـ 452.
(7). أنساب الأشراف/ ج2/ ص148.
(8). جامع البيان/ ج21/ ص68.
(9). تاريخ بغداد/ ج13/ ص321.
(10). المناقب للخوارزمي/ ص197.
(11). المناقب (لابن المغازلي) / ص324.
(12). تفسير القرآن العظيم/ ج3/ ص462.
(13). شواهد التنزيل/ ج1/ ص455.
(14). الأنافة للسيوطي/ الورقة 66 ـ أ، و66 ـ ب.
(15). الأنافة للسيوطي/ الورقة 66 ـ أ، و66 ـ ب.